في البداية يا عزيزي و بعد صفنه طويلة في الحائط اكتشفت بأننا نلهث خلف الحياة الى مراحل عدة و في كل مرحلة نذهب لها نحمل الكثير من الامل الوهمي فمثلا قال لي والدي "انجح توجيهي عشان ترتاح" وبعد النجاح في التوجيهي و التوجه الى الجامعة لم اجد اي راحة على العكس تماما مقدار الجهد الذي ابذله الان اكبر ولكن بعد الدخول مع نقاش بسيط مع والدي في هذا الموضوع قال لي " انجح جامعة ترتاح" على ما يبدو بأن الراحة التي يتحدث عنها والدي غير موجودة و نحن نسعى فقط الى مراحل عدة و البشر متشابهون بشكل كبير في هذا الموضوع و حتى من يخرج عن القطيع يواجه صعوبات عدة
ما بعد المرحلة
أعتقد أن الأمر مرتبط بالوعي الذي يتشكل في كل مرحلة، ما إن نقطع مرحلة ما فإننا نرتاح فعلاً من المرور بها وقطعِها، لكن ما إن يزداد الوعي الخاص بالمرحلة التي بعدها تصبح متطلبات الإنسان أكثر صعوبة.
لن تفكر وأنت في مرحلة الثانوية العامة أن الجامعة تحتاج إلى دراسة وجهد أكبر، ولن تفكر وأنت بالجامعة أن العمل يحتاج إلى تطوير واكتساب مهارات خارج التخصص وربما كل ما تدرسه الآن من مواد نظرية لن يؤهلك للسوق.
البعض بالطبع يفكر لأنه يدرس خطوته القادمة، لكن سعة العقل تتركز دائماً على المرحلة التي يخوضها الإنسان وحسب، وبعدما ينتهي منها تجده يوقن أنه يحتاج المزيد والمزيد من التعب لأخذ خطوة حاسمة.
ما قاله والدك ويقوله الجميع، هو النظرة الكلية والتي يأمل الأهل تحقيقها في أولادهم، هو يرى أنك ستكون صاحب مشروع أو موظف يعمل بشهادته ويكتسب الاحترام المجتمعي، لذلك يقول لك "إنجح سترتاح" لأن النجاح دائماً مقترن بهذا التصور وهو ليس خاطئ، لكن الواقع مختلف تماماً عمّا يتصوره الأهل وقد يخذلنا للأسف.
التعليقات