اندلعت الحرب وجلبت معها الاهات والويلات لأهلها ، حرب حصدت الاخضر واليابس ، دمرت فيها المنازل وقتل الالاف فيها وشرد وهجر الملايين .
سجن المعارضون وحتى غير المعارضين لسنوات ومورست عليهم اقسى انواع التعديب، ظلوا محبوسين في زنازانات مظلمة بدون طعام ولا فراش ولا غطاء ولا حمام ، كانت معاملة السجانين قاسية للغاية وهو اهون وصف لها.
جمعت هذه السجون شبابا وشيوخا اطفالا ونساءا، لم تستني من قسوتها اي احد، كل يوم تجلب لهذه السجون افواجا من السجناء الجدد، ومن بينهم يوسف الذي سجن لسنوات طويلة.
كان ابو يوسف يمني النفس ان يرى ابنه قبل ان يموت و كانت صورة ابنه لا تفارق مخيلته، ظل طوال غياب ابنه يبحث عنه لعله يجده ويشفي نار شوقه .
وبعد مرور زمن طويل تسربت صور للسجناء الذين قضوا في السجون وهرعت العائلات لتفقد الصور التي انتشرت على مواقع الانترنت والصحف لتكتشف مصير ابنائها .
سمع ابو يوسف عن الامر فأسرع ليتفقد هذه الصور لكي يعرف ما إذا كان ابنه متوفى او ما يزال حيا، وبينما هو يتفقد الصور ارتعب من بشاعتها وكان يتمنى الا يرى ابنه في تلك الصور، كان يبحث عن امل يقوده لإبنه وهو حي، ظل يشاهد الصور واحدة تلو الاخرى ويرى فيها اسرى وقد قطعت اصابعهم واخرين فقعت اعينهم وغيرهم اقتلعت اظافرهم، كانت صور غاية في البشاعة ولا يستطيع أي إنسان له قلب أن يطيل النظر فيها.
فجأة وعلى إتر ازمة قلبية، توفي ابو يوسف وسلم نفسه لبارئها وصعد للسماء حاملا شكواه الى الملك العدل، يخبره عن القهر وعن الظلم الذي تعرض له، ظل الجميع متسائلا عن سبب وفاته وعن ما إذا كان قد رأى صورة إبنه بين الصور وسببت له ازمة قلبية ومات .
انتشرت قصة ابو يوسف انتشارا واسعا الامر الذي جعل الشاعر ظافر صالح الصدقة يكتب كلمات اقل ما يمكن ان توصف بها أنها مؤثرة :
كان يبحث عن ضناه
راجياً ألا يراه
ساعياً أن يطمئنَْ
أن يخفف من عياهْ
كان يبحث في وجوه ٍ
جُففت فيها الشفاهْ
عن سجين ٍ كان نجماّ
كم تغذى من رؤاهْ
ظلَّ يبحثٰ ثم يبحثٰ
هارباً من مبتغاهْ
بعد جهد ٍ
صاح إبني
ساد صمتٌ
هل رآهْ ؟!!
مات شوقاً
ثم قهراً
ثم سعياٌ كي يراه
أيه آهٍ
ثم آه ٍ
ثم آه ٍ
ثم آه
كل الحقوق محفوظة للكاتب " ظافر صالح الصدقة "
كلمات تحولت لاغنية غزت مواقع التواصل الاجتماعي وكل وكالات الانباء ، حيت قام الفنان سمير اكتع بأداء اغنية " كان يبحث عن ضناه راجياً ألا يراه" بألحانه و تصوير خزامى الحموي ومونتاج مازن مالك .
يمكنكم سماع الاغنية المؤثرة لهذه القصة من هنا
التعليقات