هل تتعارض نظرية التطور مع الاسلام ؟
الدين ونظرية التطور ؟؟
صحيح أن لديهما سلف مشترك، ولكن الذي كان مقصود من النظرية، أن الكائنات تطورت لأجيال حتى ظهر البشر وهو ناتج عن أحد هذه التطورات، وتحديدا تطور القرد... وإلا في نظرك لما سماها نظرية التطور؟ لكان سماها نظرية السلف!!
خلق الانسان من طين لا يعني أن أصل كل المخلوقات من طين، وهذا ماكنت أقصده، فهناك الشياطين والتي خلقت من النار...
بالنسة لقضية الجنة، صحيح أن لها العديد من المعاني حسب موضعها، لكن لو قرأت موضع الآية الذي تتحدث عن حياة آدم في الجنة، فستجد بعد غضب الله عليهم، أمرهم بالنزول(او الهبوط) من الجنة، هذا دليل على أن الجنة كانت في السماء والانسان هبط من السماء الى الدنيا.
كما أن الشجرة التي أكل منها آدم لن تجد لها مثيلا في الدنيا، ومعنى هذا أنها في مكان بعيد عن الارض، وآدم لما خلقه الله فقد خلقه في السماء، حيث إلتقى بالملائكة وأنبأهم بأسمائهم، وهناك تعلم تحية "السلام عليكم".
سميت نظرية التطور لأنها تشرح الطريقة التي تتطور بها الكائنات كما أن التطور متواصل، لذا فتسمية نظرية السلف لن تكون مناسبة.
النظرية تعنى بأصل بالمخلوقات الحسية التي نراها وعليه فهي لا تنطبق على المخلوفات الأخرى التي نؤمن بها إيمانا غيبيا.
الهبوط لا يكون من السماء فقط، فالله عزوجل يقول: قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ... و كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ولم يحدد هنا أين كانت هذه الجنة.
كما أن الشجرة التي أكل منها آدم لم يحدد القرآن نوعها فلا يمكن أن نجزم أين كانت.
السلام عليكم،
"سميت نظرية التطور لأنها تشرح الطريقة التي تتطور بها الكائنات كما أن التطور متواصل..."
هذا مأحاول توضيحه ، وأن النظرية تقصد أن الانسان جزء من هذا التطور الطبيعي، وهنا المشكل أشرك الانسان في هذا التطور الطبيعي بشكل متعارض مع ديننا. إن لم تصدقني يمكنك قراءة نص النظرية ومشاهدة الافلام الوثائقية.
أنا لم اُدخل مثال المخلوقات الغيبية إلا لأعطي دليلا على أنه كل المخلوقات ليست من نفس السلف أو لكي أوضح على الاقل الفرق بين ماتقصده النظرية وماجاء به القرآن، صحيح أن النظرية تتحدث عن المخلوقات الملموسة والتي نعرفها ونراها، لكن عدم وجود دليل على أنها مستقلة، لا يعني أنها خلقت مثلنا.
قد يفيد هذا:
صحيح الهبوط لا يكون من السماء دائما، وقضية مكان الجنة لا يزال فيها إختلاف، لكن الهبوط له معنا واحد وهو الهبوط من مكان مرتفع، وطبعا لم يكن هذا المكان على الارض فقد أخبر الله سبحانه وتعالى ملائكة بأنه سيخلق بشرا خليفة له في الأرض قال الله للملائكة: "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً". فقالت الملائكة: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ)، لاحظ أن السؤال ابتدأ ب"أتجعل.." و "إني جاعل.." يعني أنه لم يخلق آدم في الارض.
فهناك فرق بين أن يخلق وأن يجعل بمعنى سيتم نقله إلى الارض وقال"إهبطا منها جميعا..." والهبوط يكون دائما عكس الصعود وهتين المفردتين تستعملان للاماكن العالية أو المرتفعة فقط. والمعنى أن البشر سيكونون خليفة الله في الارض وعباده.
أنظر الى هذه الآية،
{يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى . إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى. وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى} طه:[117-119]
صحيح أن الجنة قد لاتعني الجنة التي ستكون بالآخرة، لكن أنظر إلى الصفات التي وصف بها الله عز وجل الجنة في الاية... أليست منطبقة مع صفات جنة الآخرة؟؟!! هذا والله أعلى وأعلم.
بالنسبة للشجرة، فإن الله منعهم من الاقتراب منها وذكرها بالمفرد "وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ"(19 الأعراف )
وهذا إن دل فانما يدل على أن هناك واحدة منها على الاقل في الجنة، ولم يحرم عليهم في الجنة الا تلك الشجرة وبطبيعة الحال سيكونون قادرين على تمييزها من بين كل تلك الاشجار ولو رأوها في الأرض لكانوا قد وصوا بني جنسهم عليها.
هذا والله أعلم.
التعليقات