عندما يدخل المستثمرون في مرحلة التفاوض مع الشركات الناشئة، قد يضعون شروطًا قاسية تتعلق بتكوين الفريق أو طريقة الإدارة، بحجّة حماية استثمارهم وضمان الكفاءة. في بعض الحالات، قد يطلب المستثمر من المؤسس أن يُخرج شخصًا مقرّبًا من الشركة لأنه يعتبره "غير كفء"، وهو أمر يضع المؤسس في موقف معقد بين التمسك بفريقه الذي قد يكون شريكًا في الرحلة منذ البداية، وبين قبول الشرط للحصول على التمويل الذي تحتاجه الشركة للنمو. هذا ليس مجرد افتراض؛ ففي برنامج الفرصة مع لميس الحديدي، طلب أحد المستثمرين من شركة مشاركة أن تقوم برفد جميع الموظفين الذين تجمعهم علاقة صداقة بالمدير التنفيذي، مؤكّدًا أن الاستثمار لن يتم إذا لم يُنفّذ هذا الشرط. مثل هذه المواقف تثير جدلًا واسعًا حول التوازن بين ثقة المؤسس في فريقه واعتبارات المستثمر في تقليل المخاطر، وتفتح الباب للتساؤل: متى يكون من الحكمة الانصياع لمطالب المستثمر، ومتى يجب على المؤسس أن يتمسك بفريقه حتى لو كان ذلك على حساب التمويل؟
مستثمر يطلب منك أن تُخرج شخصًا مقرّبًا من الشركة لأنه يعتبره "غير كفء"، كيف تتصرف؟
التعليق السابق
لو كان المستثمر متمسكًا بشرطه، فالأمر يتحول إلى قرار مصيري للمؤسس: هل يقبل التمويل مقابل خسارة جزء من فريقه، أم يرفض الشرط ليحافظ على روح شركته؟
الجواب يختلف حسب الحالة:
إن كان الشخص الذي يعترض عليه المستثمر فعلاً نقطة ضعف واضحة تهدد نجاح الشركة، فقد يكون التغيير ضرورة مؤلمة لكنها حكيمة.
أما إذا كان الاعتراض مبنيًا على افتراضات أو "شبهات" أكثر من كونه حقائق، فالتنازل هنا قد يعني أن المؤسس باع ثقته في أقرب الناس إليه، وهذا ثمن قد يكلّف الشركة هويتها على المدى البعيد.
في النهاية، الشركة الناشئة ليست مجرد صفقة مالية، بل رحلة مبنية على الانسجام والثقة. فإذا تعارض شرط المستثمر مع جوهر هذه الرحلة، ربما يكون البحث عن مستثمر آخر يؤمن بالفريق أفضل من قبول مال يفرض شروطًا تُفقد المشروع روحه
التعليقات