أتذكر إحدى الشركات قرّرت إقامة برنامج تدريبي بعنوان "مهارات القيادة المتقدمة" لجميع الموظفين دون النظر إلى مناصبهم أو احتياجاتهم الفعلية. تم استدعاء مدرب مشهور، وأُنفقت مبالغ طائلة على القاعة والمعدات. لكن بعد انتهاء الدورة لم يكتسب الموظفون أي أدوات حقيقية لتطوير أدائهم. لم تُراعَ اختلافات الخلفية الوظيفية بين المشاركين وتحوّلت الدورة إلى فقاعة كلامية انتهت مع إطفاء أضواء القاعة مما تسبب فى إهدار للموارد المالية والبشرية ,إحباط الموظفين وإضعاف دافعيتهم نحو التعلم وتآكل الثقة بين الإدارة والموظفين.

برامج تُنفَّذ بهدف تلميع الصورة المؤسسية دون أي قيمة عملية تُذكر فيما يشكل هدر مُقنّع للموارد. وتُنفَّذ هذه البرامج غالبًا لإظهار التزام المؤسسة بتطوير موظفيها أمام الجهات الخارجية أو لتعزيز سمعتها في السوق.

فبدلاً من التركيز على احتياجات الموظفين الفعلية، يُنفّذ هذا النوع من البرامج بناءً على معايير سطحية؛ كعدد ساعات التدريب المُنفّذة، أو التعاقد مع مدربين مشهورين كنوع من التفاخر الإداري. مما ينتج عنه ميزانيات مُهدَرة، وموظفون يغادرون قاعات التدريب دون اكتساب مهارة حقيقية أو رؤية واضحة.

لذا برأيكم كيف يمكن للإدارة التأكد من ملائمة محتوى التدريب لاحتياجات الموظفين؟