التنوع الثقافي... المصطلح الذي يُرفع كراية في كل مكان، من مؤتمرات الأعمال إلى إعلانات الشركات الكبرى. يُقال إن فرق العمل المتنوعة تنتج أفكاراً مبتكرة، وتحل المشكلات بشكل أسرع، وتفتح أسواقاً جديدة. هذا الكلام يبدو مثالياً، لكن هل هو حقيقي على أرض الواقع؟

في الكثير من الأحيان، يصبح التنوع مجرد ورقة تين تُغطي بها الشركات نواقصها الأخرى. تجد إعلاناً يوحي بأن الشركة تضم موظفين من كل الثقافات والأعراق، لكنك إذا تعمقت داخل أروقة هذه الشركات، ستكتشف فجوة بين الشعار والواقع. ربما يكون التنوع حاضراً على الورق، لكنه غائب في القرارات المؤثرة والمناصب العليا.

التنوع وحده لا يكفي. إذا لم تكن هناك بيئة حقيقية تحتضن هذا التنوع وتستفيد منه، فإنه يتحول إلى عبء بدلًا من كونه ميزة. تخيل فريق عمل يضم أفراداً من خلفيات وثقافات متعددة، لكن كل شخص يعمل بمعزل عن الآخر، وكل فكرة تُرفض بحجة اختلاف المرجعية الثقافية. ما الذي سيحدث؟ الفوضى بدلًا من الابتكار.

المشكلة الحقيقية ليست في التنوع نفسه، بل في كيفية إدارته. وجود التنوع بدون سياسات واضحة للتواصل والتفاهم والانسجام يُشبه جمع قطع "بازل" لا تنتمي للصورة نفسها.

إذن، السؤال هل كل هذا التنوع مفيد حقاً أم مجرد شعار تسويقي زائف؟