نرى في الوطن العربي ترويجًا كبيرًا لريادة الأعمال وتأسيس المشاريع الخاصة، والتشجيع على الاعتماد على مشروعك الخاص وترك الوظيفة المملة والاعتماد على الراتب، باعتبار أن الراتب لا يحقق لك أهداف الثراء.
صحيح أن الراتب الوظيفي لا يحقق أيًا من أهداف الثراء أو الاستقلال المالي، لكن هل يمكننا جميعًا أن نكون رواد أعمال ولدينا مشاريع مستقلة؟
بالتأكيد ريادة الأعمال جذابة للغاية، وتأسيس المشاريع الخاصة قد يبدو السبيل الأكثر وضوحًا لتحقيق الثراء والاستقلال المالي. ولكن الفكرة بأن الجميع يجب أن يصبحوا رواد أعمال ليست واقعية ولا عملية. ليس كل شخص يمتلك المهارات، التحمل، أو حتى الرغبة في تحمل المخاطر والتحديات التي تأتي مع إطلاق وإدارة مشروع خاص.
العالم يحتاج إلى التوازن بين رواد الأعمال والموظفين. الشركات الناشئة تحتاج فرقًا محترفة تعمل داخلها وتساهم في نجاحها، فليس كل دور يجب أن يكون رياديًا. بعض الأشخاص يزدهرون في بيئات عمل أكثر استقرارًا، حيث يمكنهم التركيز على التطور المهني والابتكار ضمن حدود وظيفة منتظمة.
من خلال تجربتي الشخصية، أدركت أن العمل في بيئة أكثر استقرارًا قد يكون الخيار الأنسب للكثيرين. كنت في بداية مشواري أفكر دائمًا في تأسيس مشروعي الخاص، وبدأت بالفعل مشروعًا صغيرًا. ولكن مع مرور الوقت، واجهت تحديات كبيرة تتعلق بإدارة الوقت، التمويل، والضغوط المستمرة لإبقاء المشروع ناجحًا.
في المقابل، عندما عدت إلى وظيفة مستقرة، وجدت أنني أستطيع تحقيق الكثير داخل الإطار المؤسسي، وخصوصًا مع الدعم المتاح من فرق العمل والخبرات المتخصصة. شعرت أنني أساهم بطريقة أفضل وأستفيد من الاستقرار المالي للتطوير الشخصي والمهني، بل وبدأت مشروعات جانبية بسيطة جنبًا إلى جنب مع وظيفتي.
لقد أثر الترويج الكبير لإنشاء الشركات وترك الوظائف المملة في عقول الكثيرين، ولاحظنا ذلك بشكل خاص بين الشباب الموظفين. أصبح الجميع يرغب في أن يكون صاحب مشروع خاص أو فكرة مبتكرة، مما يدفعهم إلى التفكير في الاستقالة من وظائفهم للتركيز على مشاريعهم.
ولكن، للأسف، لا يدرك الكثيرون صعوبة الأمر والتحديات التي يواجهونها عند محاولة إنشاء شركة أو عمل تجاري خاص بهم.
التعليقات