هل صحيح أن رائد الأعمال لا يجد وقتا للسفر و الجلوس مع العائلة ؟ و ماهي معاناة رائد الأعمال؟ و كذلك سلبيات و ايجابيات ريادة الاعمال؟ و ماهي الصفات التي يجب أن تتوفر في رائد الأعمال؟
هل صحيح ان رائد الأعمال دائما مشغول؟
أظن أن رائد الأعمال الناجح يجد الوقت لفعل مختلف النشاطات في حياته بشكل طبيعي.
عندما أطالع تفاصيل الحياة اليومية الخاصة ببعض المشاهير مثل بيل جيتس، أجد أنه يذكر أنه يقرأ العديد من الكتب، وفي نفس الوقت يستقر مع عائلته، ويشارك في كثير من الأعمال الخيرية. أظن السبب في ذلك، هو أنه لا يجعل العمل بالكلية يرتكز عليه، فهو يؤدي وظائف معينة، وهو فرد داخل المنظومة الكبيرة.
من وجهة نظري الشخصية، أكبر معاناة قد يعانيها أي رائد أعمال هو الضغط النفسي من توتر وقلق بسبب المخاطر العالية التي قد يخاطر بها، والمسؤوليات الكبرى التي تعتمد عليه، خاصةً في حال كان مسؤولًا عن اتخاذ قرارات حاسمة، قد تؤدي إلى نجاح أو فشل مشروعه الريادي.
في المقابل، فإن أبرز الإيجابيات هي السعادة الحقيقية والرضا الذي يحققه من خلال رؤية المشروع ينمو وينجح. في حال قضيت وقتًا طويلًا تعمل على إحدى المشاريع وتجتهد وتدير وتتخذ قرارات، فلا يمكن وصف السعادة التي تشعر بها داخليًا عند رؤية أسهم النتائج ترتفع.
في الأخير، فالصفة الأمثل التي يجب أن تتوفر في رائد الأعمال بشكل كبير هي المرونة، وأقصد بالمرونة القدرة على التكيف مع التغييرات والمستجدات في السوق والأحداث. بعض الأشخاص لديهم هذا الجمود الفكري في الإصرار على خطة أو قرار معين قد لا يناسب التغييرات الحادثة.
شكرا جزيلا و بالنسبة لرائد الاعمال الجديد الذي سيؤسس شركته لأول مرة هل لابد عليه أن يشتغل كثيرا ؟ يعني لازم يشتغل ساعات طويلة حتى ينجح مشروعه وبعد نجاح المشروع تكون ساعات العمل عنده أقل؟
الأمر لا يتعلق بعدد ساعات العمل الكثيرة أو القليلة فالأمر متعلق بمدى حاجة العمل له ولوقته، فبالإضافة لصفة المرونة، عليه أن يكون لديه القدرة على تفويض غيره للقيام بمهام العمل بدلا عنه، ويقوم بهذا عن طرق توظيف أشخاص مناسبين ومؤهلين للقيام بهذه المهام، فمن المنطقي في بداية المشروع أن لا يكون لدى رائد الأعمال عدد كبير من الموظفين وسيعمل كثيرا في البداية حتى ينجح ويكسب من مشروعه وبعدها يقوم بتوظيف وتفويض غيره للقيام بمهام العمل من هنا يمكنه تقليل عدد ساعات عمله فكلما كبر المشروع وزادت أرباحه يمكنه توظيف عدد أكبر وتفويض مهام أكثر لغيره وتقل عدد ساعات عمله.
في رأي قلة ساعات العمل لا يصح أن تكون الهدف في حد ذاتها فحتى بعد توكيل بعض المهام لأشخاص آخرين وزيادة عدد الموظفين وما إلى ذلك كل هذا سيتطلب متابعة من رائد الأعمال أيضًا حتى يضمن أن الأمور تسير كما خطط ورسم لها، وهذه المتابعة خصوصًا مع نمو المشروع قد تأخذ وقتًا طويلًا أيضًا وتستهلك معظم ساعات اليوم، فهنا إذا لم يكن الدافع قوي من السهل جدًا أن ينفرط العقد.
التعليقات