منذ مدّة شاهدّتُ وثائقيًّا يتحدّث عن البيضة والدجاجة، عن هذه الجدليّة الدّائرة منذ زمنٍ بعيد حول الأوّل بينهما : فهل الدجاجة سبقت البيضة أم أنّ البيضة سبقت الدّجاجة؟ جدل غير محسوم. وفي عالم الأعمال يمكننا أن نجد نفس الفرضيتين ولكن بصيغةٍ أخرى .فهل فكرة أي مشروع تنطلق نحو حل مشكلة أم أنّ المشكلة تنطلق نحو صناعة فكرة المشروع؟

للإجابة عن السؤال، وبالمناسبة هو سؤال ذو جوابٍ نسبي، سأخبركم قصّة لإحدى الشركات الشهيرة والمعروفة حول العالم وهي شركة تسلا الرّائدة في مجال السيارات الكهربائيّة. فقد انطلقت تسلا من تحديد مشكلة ثمّ توفير حل عبر منتج ما. فما هي المشكلة التي عاينتها وما هو الحل الذي وفّرته؟

المشكلة: الانبعاثات البيئيّة المرافقة للسيارات التقليديّة التي تعمل عبر الوقود.

الحل: سيّارة تعمل وفق الطاقة البديلة ولا تشكّل أي تهديد بيئي.

ومن أبرز الأمثلة حول الشركات التي انطلقت من الفكرة والإبداع نحو تحديد المشكلة هي غوغل Google. فما هي الفكرة التي انطلقت منها وما هي المشكلة التي عالجتها؟

الفكرة: محرّك بحث ذو خوارزميّة Algorithm يعطي نتائج بحث دقيقة

المشكلة: عدم توفّر محرّكات بحث دقيقة في ذلك الوقت

ومن هنا لو افترضنا أنّنا نريد افتتاح مشروع خاص بنا، هل من الأفضل الانطلاق من الفكرة نحو المشكلة أم مواكبة حاجات السوق عبر تحديد المشكلة ثمّ توفير الحلول؟ وما هي إيجابيات وسلبيات كلتا الطريقتين؟