شاهدّت البارحة فيلمًا وثائقيًّا يتحدّث عن تطور قيمة الوقت خلال قرنين من الزمن وقد وضع الفيلم سيناريو مستقبلي من خلال رحلة عبر الزمن، لما يمكن أن يحدث من تطوّر في قيمة الوقت لدى الأجيال المستقبلية. كان أكثر ما لفتني صورة موظّف في القرن الثاني والعشرين يمتلك ساعة مشفّرة داخل ذاكرته يقوم من خلالها المدير بتحديد وقت كل مهمّة بالساعة والدقيقة والثانية. صراحة لقد نقلني هذا الفيلم بمشاهده إلى مجتمع منظّم بشدّة لا تُهدر فيه ثانية من الوقت بدون مبالغة!

ف بالرّغم من أنّني موظّفة نشيطة وأقوم بعمل واجباتي على أكمل وجه لا بل وأفضل، فإنّني لم أكن يومًأ ممّن يعتمِدون على تحديد مهلة زمنيّة لكل عمل. ولكنّني وبعد مشاهدة هذا الوثائقي صرت متشوّقة لكي أقوم بتدوين تفاصيل الوقت بشكل محدّد كي أتجنّب هدر الوقت. ولكن مهلًا! أليست هذه العمليّة مُرهِقة وشاقّة؟ وماذا لو كان مدير عملي هو من يريد تنظيم وقتي في العمل؟ ماذا لو أنّه وضع لي وقت محدّد ومدروس لكلّ مهمّة ولم أتقيّد به؟!

يُسمّى وضع المهل الزمنيّة للمهام بالتأطير الزمني Timeboxing وهو من أكثر الطرق فعاليّة في تنظيم الوقت. بعد قرائتي حول الموضوع، شاهدت مقطع فيديو لأحد الموظّفين العاملين في مجال الشؤون العقاريّة يتحدّث عن تجربته مع هذه الطريقة. يقول الموظّف أنّ هذه الطريقة أثبتت جدواها وخاصّة في أكثر الأوقات حراجةً له أي عندما كان عليه تنظيم حفل الشركة السنوي وتقديم عرض حول إحدى المشاريع السكنيّة بالإضافة إلى أعمال روتينيّة أخرى.

إلّأ أنّني لم أستطع إلّا أن أسأل نفسي، ألا تشكّل هذه الطريقة عنصرًا طارِدًا للإبداع بما أنّنا بطبائعنا البشريّة نميل إلى التملّص والهروب من كثرة الضغوطات والقوانين ؟

بالنّسبة لي فإنّ وضع هذه المهل لكل مهمّة في عملي يُعتبر أمرًا شاقّا خاصّةً أنّني أُنجز الأعمال خلال المهل المحدّدة وبدون تأخير. لذلك فما الدّاعي لإثقال كاهلي بالمزيد من المهام؟

ماذا عنكم، هل تجدون أنّ تأطير المهل الزمنية للمهام طريقة فعّالة وواجب تطبيقها داخل العمل أم أنّها يجب أن تكون اختياريّة؟ وما هي سلبيّاتها؟