عندي صديقة تعمل في إحدى الشركات المعنية بالشحن والتصدير وفي كل مرة أتحدث معها أجد أنها تحمل نقمة نحو مدير الموارد البشرية تحديدا. في إحدى المرات سألتها عن سبب ذلك فقالت " لقد نقلني من القسم الذي كنت أعمل فيه إلى قسم آخر ولا زلت لا أدري ما السبب، فهل هو يستخف بقدراتي؟ !" حينها أجبتها " إن سعيك وراء معرفة لا طائل منها لن تجلب لك إلا المزيد من النقمة وآلام الرأس، فلما لا تتركي كل شيء بسلام؟"
وبالفعل فإن المعرفة أحيانا أبعد ما تكون عن النعمة وخاصة في مجال العمل. ففي حالة صديقتي أنا أجد أن سعيها وراء هذه المعرفة يهدد صحتها النفسية ويؤثر على إنتاجيتها وكفائتها. فبدل أن تنشغل بتقديم الأفضل في عملها، فهي منشغلة بالبحث عن إجابات لن تفيدها شيئا.
عمليا، فإن هذه الحالة يطلق عليها " الإغلاق المعرفي" وهي تحصل عندما تنتاب الشخص الرغبة العارمة في مقاومة الغموض ومعرفة الإجابات الحازمة. ومن الأضرار التي يحملها الإصرار على تقصي الحقائق للموظف أن ينخفض أداؤه وتصبح قراراته عاطفية وغير عقلانية بالإضافة إلى نزوعه نحو إصدار أحكام بدون أرضية صلبة.
برأيكم، هل على الموظف أن يعمل جاهدا ليحصل على الإجابات لكافة ما يحصل في العمل (مثل في حالة صديقتي)؟ أم أن التجاهل وعدم الغرق في المعرفة أفضل؟
التعليقات