عندما يأتي الحديث عن المدة التي نقضيها في الوظيفة الواحدة فنحن هنا في حيرة من أمرنا، قد نجد هناك من يخبرنا بأنه كُلّما طالت بقاءنا في الوظيفة كُلّما كان أفضل لنا في حين أن هناك من يرى بأن البقاء في وظيفة لمدة قصيرة يعني أن هذا سيضرنا كموظفين في وقت لاحق بلا شك.

 شخصيًا في فترة ما وخاصة في بداية حياتي المهنية، هناك من نصحني بأنه كُلّما طالت مدة بقائي في وظيفة ما كُلّما كان ذلك أفضل لي بحجة أنّ الموظف يمكنه خلال هذه المدة الطويلة اكتساب مهارات وكفاءات بشكل أوسع ناهيك بأن مسؤولي الموارد البشرية عندما يرتأون توظيف مرشح ما تجدهم يولون اهتمامًا بالمدة التي قضاها هذا المرشح في الوظائف السابقة. لكن ماذا لو سئمت من بيئة العمل؟ من الثقافة السامة التي تنشرها؟ ماذا لو  شعرتُ بعدم الرضا العام عن العمل؟ ماذا لو كانت بيئة العمل تتبع سياسة التمييز بين الموظفين؟ بالطبع هناك ثمة تساؤلات قد تنتابني أيضًا في هذه اللحظة.

الأمر الذي استغربته حقًا ووقفتُ مذهولًة ومشدوهًة أمامه في حيرة حينما صادفت نصيحة لخبيرة الاستشارات المهنية في TopResume "أماندا أوغسطين"، حينما تنصح بأنه يجب علينا البقاء في كل وظيفة نعمل بها لمدة عامين على الأقل! ليس هذا فقط فمثلًا مكتب احصاءات العمل في الولايات الأمريكية أصدر بيانًا قبل سنوات وضح من خلاله أن متوسط عدد السنوات لبقاء الموظف في وظيفته هي   4.6 سنوات!

أدرك تمامًا أن التنقل الوظيفي والاستقالة قد يضر بالسيرة الذاتية للموظف، ولكن ماذا لو وضحت في سيرتي الذاتية السبب الذي أدى إلى استقالتي من العمل بشكل موضوعي مع ذكر المهارات التي اكتسبتها إن وجدت.

ربما البعض سيخبرنا بأن الاستقالة من الوظيفة قد يكلفنا الكثير، وربما ستتفطر قلوبنا  حسرًة وندمًا في وقت لاحق، مثلما أدلت مجلة الإيكونوميست من هذا العام- عقب ما يعرف بالاستقالة الكبرى أو The Great Resignation في أمريكا- بأن الموظفين سينتابهم الندم قريبًا، لكنني اعتقد أن هؤلاء لن يكونوا من ضمن مليوني موظف يلقون حتفهم سنويًا لأسباب تتعلق بالعمل وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وأنت ما رأيك؟ هل حقًا هناك حد أدنى أو أقصى من الوقت يجب أن تقضيه في الوظيفة؟ وما هي أقصر مدة وظيفة عملتُ بها؟