قبل سنوات، أتذكر أنّ صاحب العمل كان قد طرح عليّ سؤالًا أثناء مراسلتنا عبر محادثة كتابية؛ لماذا لا تستخدمين "الإيموجي" أثناء كتابتك وخاصة أننا نتحدث عن عمل عن بعد لتبدو محادثة العمل واضحة، استعجبت سؤاله ولكنني أخبرته بأنني قد لا أعير الأمر اهتمامًا ولكنني سأستخدمها في المرات القادمة. 

بالطبع اجابتي له لم تكن قناعًة مني بإيماني بأهمية "الإيموجي" في العمل ولكن كان لتدارك الموقف، وألا أفتح نقاشًا قد أكون به عرضة للانتقاد وربما يتم وصمي بأنني لست شخصية ودودة ومن هذا القبيل. لكن هذا الموقف دفعني للتساؤل هل نحن بحاجة حقًا لاستخدام "الإيموجي" في العمل؟ هل هذه الوجوه المبتسمة ، والعيون الغامضة وغير من الرموز والأشكال الأخرى ستعبر حقًا عن لغة الجسد وملامح وجه من يراسلنا من أصحاب العمل أو الزملاء؟ قد يقول البعض أنها وسيلة للتخفيف من وتيرة النقد الموجه للموظف ونزع فتيل توتره، لكن أليس هذا الأمر قد يجعله لا يأخذ النقد على محمل الجد؟  ألا يمكن أن يُساء فهمه خاصة لو تعاملًا مع عملاء أو موظفين من ثقافات مختلفة؟!

في دراسة تطرقت لهذا الأمر وجد باحثون من أمستردام الهولندية أن استخدام "الإيموجي"  في مراسلات العمل ، قد يجعل من مستخدميه أقل ذكاءً و كفاءة كما أنها لا تبعث الدفء إلى جانب تقويض تبادل المعلومات، هذا يعني أننا اغلقنا الباب في وجه الاستفاضة والوضوح في المعلومات باستخدامنا "الإيموجي" في مراسلات العمل

الباحثة والمشاركة في الدراسة "إيلا غليكسون" تقول:" اكتشفنا أن الابتسامة في الرموز التعبيرية لها تأثير معاكس للابتسامة في أرض الواقع".

أعلم تمامًا أننا بمجرد مشاهدتنا "الإيموجي" بوجه مبتسم قد ترسم البسمة على شفاهنا وسنلامس لحظة من البهجة والسعادة ولكن هذا في المراسلات الشخصية وليس في مراسلات العمل، وإن كان هناك من يؤيد اضافة "الإيموجي" في مراسلة العمل، قد يكون لفترة معينة ومن ثم يشعر بأنّ هذا "الإيموجي" بلا فائدة.

وأنت... ما رأيك؟ هل تستخدم "الإيموجي" في مراسلات العمل؟ أم ترى أن هذا الأمر غير احترافي وتتفق مع الدراسة الهولندية بأن استخدام الرموز التعبيرية أو "الإيموجي" لها تأثير عكسي؟