لقد عُرف عن رجل الأعمال الياباني تاداشي ياناي بأنه أفضل من يستخدم (الانسحاب من الفشل) كاستراتيجية تقوم على الانسحاب من الأعمال الفاشلة لتجنب الخسائر، حيث تمّ إدراجه ضمن قائمة الأشخاص الأكثر تأثيرًا في العالم في العام 2012، وجائزة أفضل رئيس شركة.
بدأ عمل تاداشي بائعاً لملابس الرجال ببلدة صغيرة في اليابان، حيث تمّ اختياره في العام 1984 لرئاسة سلسلة متاجر كبيرة تضمنت 22 متجرًا، ثم قام بافتتاح متجره الخاص للملابس الفريدة، والذي أطلق عليه اسم (يونيك كلوزينج ويرهاوس) إلا أنه بعد فترة أدرك بأنّ تغيير الاسم التجاري سيكون ذا أثر على العملاء، ليقوم بتغيير اسم المتجر إلى (يونيكلو)، بعد 10سنوات تمكن من افتتاح عشرات المتاجر في اليابان، حيث بدأت سحابة الركود العظيم تسيطر على المنطقة، وكان ذلك في أوائل التسعينيات بتعرض اليابان للركود العظيم الذي استمرّ لعشرة سنوات كاملة، تسبب الأمر فيها بأزمة في الاقتصاد.
على الرغم من كلّ ذلك، تمكنت (يونيكلو) من الربح بطرح المنتجات بأسعار تنافسية وتقديم الوجبات للمواطنين.
بعد حلول الألفية، قرر تاداشي العمل في تجارة الخضار بالتجزئة حيث تحققت مخاسر كبيرة ومتكررة، ليقوم تاداشي بالانسحاب من هذه التجربة بعد سنتين فقط وإعادة التركيز على عالم الألبسة من خلال فتح أسواق جديدة في مجالات الموضة وتجارة الملابس بالتجزئة؛ فأسس شركة (فاست ريتيلينج) ليصبح من أنجح رجال الأعمال حيث استطاعت الشركة احتلال المركز الرابع ضمن أكبر شركات الملابس في العالم بامتلاك أكثر من 2000 متجر والحفاظ على متجر (يونيكلو)، وعندما لاحظ خسارة بعض المتاجر قام بالانسحاب مرة أخرى وإغلاق 16متجراً من سلسلة متاجر (يونيكلو) وإعادة وضع خطة للهيكلة وتنظيم الأعمال في متاجره.
توقفتُ قليلاً عند رأي تاداشي بأنّ استراتيجية الانسحاب من الفشل تعتبر ميزة لرائد الأعمال، حيث أنها تساعده على عدم الاستمرار بالخسارة وإيقافها، وتساءلت إلى أيّ مدى يمكن للمستقل في العمل الحرّ تطبيق هذه الاستراتيجية حال كان الاستمرار بالمشروع يعني الخسارة له؟.
لذلك:
- هل توافق تاداشي الرأي بأنّ استراتيجية (الانسحاب من الفشل) ميزة لرائد الأعمال للتغلب على الفشل أم أنها نتيجة حتمية لعدم دراسة القرارات المتخذة من قبله؟.
- هل يمكن للمستقل استخدام استراتيجية (الانسحاب من الفشل) أم يعتبر تطبيق الاستراتيجية نقطة ضعف عليه؟
التعليقات