نصل كلنا لمرحلة ما أثناء مسيرتنا المهنية نتسائل فيها: هل أنا على الطريق الصحيح؟ أحيانًا يعتبر هذا التساؤل منفذًا لبداية جديدة أفضل، وأحيانًا يكون مجرد شك لا يجب الالتفات له، فكيف نعرف هذا؟

الكثير منا يعرف " جورجو أرماني"، من أشهر مصممي الأزياء عالميًا، هل بدأ مسيرته المهنية كمصمم أزياء؟

عند قرائتي عن "جورجو أرماني" من باب المعرفة تفاجأت أنه درس الطب وعمل بمستشفى عسكرية! ولكنه وصل لمرحلة قرر فيها اتباع شغفه وغيّر مسيرته المهنية من طبيب إلى مصمم أزياء، ومن الواضح أنه اتخذ القرار الصحيح! ولكن هل دائمًا ينجح هذا التغيير؟

رأيت بنفسي تجربة لشخص قريب مني، كان يعمل كمعلم وقرر تغيير مساره والاتجاه للتجارة، فتح متجرين للأثاث وتفرغ لهما بشكل تام، ولكن للأسف فشل المشروع بعد محاولات سنوات لإنجاحه وبعد تحويل مساره المهني بشكل تام للتجارة، فكيف نعلم أعلينا تغيير مسارنا المهني أم لا؟

بالنسبة لي أول ما يجب عليّ فعله هو الهدوء وفرز كل هواياتي ومهاراتي وما أُجيده وأحبه، لتحديد المجالات التي تناسبني.

ثم أتجه بعدها لاستبعاد الغير مناسب لي من تلك المجالات، فحبي لشيء معين لا يعني أنه يصلح كوظيفة لي، فممكن أن يكون مجرد هواية يمكنني تنميتها بجانب وظيفتي الأساسية.

بعد ذلك يتبقى عندي عدة مجالات من التي اخترتها، إن وجدت أن وظيفتي الحالية لها علاقة بإحدى تلك المجالات، فتلك إشارة جيدة.

أفكر عندها: هل أنا عضو مؤثر ودوري واضح بمكان عملي؟ وإذا كنت مقصرًا، فهل هذا شيء يرجع لكسلي ويمكنني علاجه؟ أم أنني فعلًا غير قادر على تنمية نفسي في هذا المجال؟

إذا وجدت أن قدراتي ضعيفة في هذا المجال فعلًا وأنني غير مهتمة بتنمية نفسي فيه، أو أن المجال لا يشعرني بالحماس أو بالراحة النفسية فيه، فعندها يجب عليّ التفكير بجدية في إمكانية تغيير مسيرتي المهنية لمجال أبرع فيه وأُبدع.

ماذا عنك؟ ماذا تفعل حين تشك بأنك لست في الطريق المهني المناسب لك؟ وماذا تفعل لتجديد شغفك بالعمل؟