هذا السلوك صعب تعديله يا عصام، والأمر هذا مُتداخل في جميع أمورنا الحياتية، وليس شراء المُنتجات فقط ...
دائمًا ما تجد الأشخاص يفضلون الشيء الافضل بناءً على قيمته مثل مطعم فخم، فاكهة من تاجر اسعاره باهظة، حتى الدواء الغالي يظنون أنّه أفضل من الرخيص ظنًا أنّه سوف يُسرع شفاهم.
وعلى حسب فهمي الأمر مُربتط بين الكلفة، والقيمة، وهذا المفهوم سائد حتى في التسويق، حيث يتم تسعير الأمور بناءً على القيمة التصويرية الخاصة به.
هذا الفيديو تقريبًا يوضح العملية بشكل أفضل:
وأنّ الأمر ليس بالجديد، بل مُنذ تاريخ البشرية الازلية، ومازال مُستمر معنا حتى مع تطور التكنولوجيا، والصناعات ... ولكن باختلافات بسيطة، حيث أصبح الأمر لا يقتصر فقط على الجودة العالية ... بل على الأسم /البراند ...
الأمر شبيه لشيء يُسمى الـ FOMO وهذا الأمر أي شخص مُمارس للتسويق سوف يعرف المُصطلح جيدًا، لأنّ طبيعة عمله كلها قائمة عليه بشكل كامل تقريبًا
الـ FOMO يعني الخوف من فقدان فرصة يبدو أن الجميع يركض وراءها .. الـ Fear of missing out .. الاستراتيجية الاهم في عالم البيع لإجبارك على شراء أشياء لا تحتاجها ، بل ولم ترد في ذهنك اصلاً.
الفومو هو الذي يجعلك تقف امام رفّ في مول يقول لك بأنّ هناك عرض عرض على الكورن فليكس، رغم انك لا بتحب ولا فكرت ولا خطر في بالك تاكل كورن فليكس. لكن العرض عليه تخفيض، والرفّ عليه زحام من الناس .. فتشتري انت كورن فليكس ، ليس لأنك بحاجة إليه وإنما للشعور بالرضا انك ( لم تفوّت الفرصة التي سعى لها الآخرين ).
الخوف من فقدان فرصة ما ، دون ان تكون في حاجة لها ولم تفكّر بها أصلاً. الناس كلها تزوجت وانت لا .. فتقلق رغم ان الزواج ليس أولوية قصوى لك حاليًا ، فـتذهب تتزوّج أي زواج لمجرد الشعور بالرضا انك انضميت للقافلة، وليس بناءً على تخطيط منظّم يراعي احتياجاتك وشخصيتك وظروفك الحالية.
بشكل ما، كلنا ضحية FOMO في مرحلة من مراحل حياتنا في أحد جوانبها على الأقل. لكن التمادي فيها نهايته بتكون مُروّعة على المستوى المهني والاجتماعي والانساني.
التعليقات