يُحكى أنّه في غابر الأزمان، أراد ملك أن يختبر شعبه. فأمر جنوده بوضع صخرة كبيرة في أحد الطرق المهمّة التي تمرّ منها قوافل التجّار.ثمّ اختبأ خلف أجمات الأشجار في مكان قريب ليرى ما إن كان أحدهم سيقوم بإزالتها. مرّ بضعة من التجار الأثرياء من الطريق، لكنّهم لم يُبعدوا الصخرة وإنما حاول العبور من حولها. فيما أبدى بعضهم تذمّره وانزعاجه من ملك البلاد الذي لم يقم بمتابعة طرق مملكته وإصلاحها، لكن ما من أحد منهم أخذ زمام المبادرة وحاول إزاحة الصخرة. أخيرًا وبعد مرور ساعات طوال، ظهر من بعيد فلاّح بسيط يحمل سلالاً من الخضار على ظهره. وما إن وصل إلى حيث الصخرة الكبيرة، حتى وضع حمولته جانبًا، وراح يدفعها بأقصى قوّته محاولاً إبعادها. فنجح في ذلك بعد جهدٍ كبير. عاد الفلاح إلى سلاله ليحملها، وفوجئ حينها بكيس قماشي مليء بالدنانير الذهبية ملقى في المكان الذي كانت فيه الصخرة، فالتقطه بين يديه وعيناه لا تكادان تصدّقان، وقرأ في حينها على ورقة صغيرة بداخل الكيس: "هذا الكيس هدية مني أنا ملك البلاد للشخص الذي يبعد الصخرة عن الطريق!"
الصخرة في طريقنا!
ابتسمت وأنا أقرأ في القصة الملهمة والجميلة :)
هناك زوايتين في القصة، الأولى؛ أننا إماطة الأذى عن الطريق واجب علينا وأنها من خلق المسلم، تذكرت الحديث الشريف عندما قال الرسول صلى الله عليه السلام: "لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق، كانت تؤذي المسلمين".رواه مسلم.
أما الزواية الثانية، هى أن الناس الفقيرة هي أكثر حرصًا الأخذ بزمام المبادرة في بعض الأمور، كما أنها لا تشكو ولاتتذمر مع أنهم قد لايجدون قوت يومهم.
التعليقات