تخرجت تقريبًا قبل ثلاثة أشهر.

كنت أظن - ببساطة - أن انتهاء الدراسة يعني بداية مرحلة أكثر مرونة: وقت فراغ يكفي لتعلُّم لغة جديدة، قراءة عشرات الكتب، وربما بناء مهارة عملية تجعلني "مطلوبًا" في سوق العمل.

لكن الواقع شيء آخر تمامًا.

منذ التخرج، وأنا أدور في دوامة لا تهدأ: التزامات، ضغط البحث عن عمل، محاولات مستمرة لتأمين دخل حتى وإن كان بسيطًا. لا أنكر أن جزءًا مني صار يخشى لحظة الفراغ أكثر مما يفرح بها... كأن العقل نفسه تم برمجته على أن لا يتوقف.

وأدركت - متأخرًا نوعًا ما - أنني لم أعد "مالكًا لوقتي" كما كنت في أيام الدراسة.

في الجامعة مثلًا، كانت هناك مساحات زمنية مرنة، ولو وسط الضغوط. كنت أتحكم في جدولي غالبًا، أستطيع أن أقول لنفسي: "اليوم سأذاكر، غدًا سأتعلم البرمجة، الأسبوع القادم أبدأ دورة جديدة". أما الآن، فالوضع أشبه بجندي دائم الاستدعاء.

الأمر ذاته مع من يعملون بدوام منتظم، فذهنهم لا يتوقف عند انتهاء الدوام. هناك ضغط الاستمرار، والتفكير في المستقبل، والإرهاق العام!

لهذا، بدأت أُفكّر إن كان من الواقعي أصلًا أن نحافظ على عادة التعلم بعد التخرج، أم أن الأمر يحتاج إلى إعادة تعريف من الأساس.

ولهذا، أسألكم ... كيف يمكن للخريجين أو من يعمل بدوام كامل أن يستمر في التعلم وسط هذا النمط الجديد من الحياة؟