كمعلمة لاحظت تراجعاً ملحوظاً في سلوك الطلاب على مر السنوات، حيث أصبحوا يتفوهون بألفاظ بذيئة وغير لائقة داخل الفصل وخارجه، مع القيام بسلوكيات غير مناسبة داخل الفصل، في البداية كنت أعتقد أن السبب يعود إلى الإهمال الأسري، ولكن مع مرور الوقت بدأت أدرك أن البيئة المحيطة بالطلاب تلعب دوراً كبيراً في هذا التراجع أيضاً، الأصدقاء، وسائل الإعلام، والمجتمع بشكل عام يشكلون جزءاً مهماً من التجربة التي يمر بها الطالب. فهل تعتقدون أن الإهمال الأسري أم البيئة المحيطة هي السبب وراء هذا التراجع؟
الإهمال الأسري أم البيئة المحيطة، ما السبب وراء تراجع سلوك الطلاب في المدارس؟
من الطبيعي أن الأطفال لا يستجيبون دائمًا للتعليمات بشكل كامل. ولكن هنا يكمن السر: لا يعتمد النجاح في التربية على الأوامر المباشرة بقدر ما يعتمد على قوة القدوة والمثال.
الطفل، بطبيعته، ملاحظ جيد ويقلد أكثر مما ينفذ. إذا أردت أن يتعلم القيم، فلا بد أن يراها تُطبق في حياته اليومية من خلالك ومن خلال البيئة التي تحيط به.
التربية ليست مجرد تعليمات تُعطى مرة واحدة وتُنسى، بل عملية مستمرة من الحوار، التجربة، والتكرار.
الأطفال يتعلمون من البيئة التي نوفرها لهم ومن استجابتنا لسلوكياتهم. ليس المطلوب أن يسمعوا الكلام بشكل فوري، بل أن ننقل لهم القيم تدريجيًا من خلال المواقف اليومية، وأن نبني لديهم قدرة على التمييز بين الصواب والخطأ.
أعلم أن الانفتاح التقني والتحديات المعاصرة يصعبان المهمة، لكننا كآباء وأمهات لسنا مطالبين بالكمال، بل بالاستمرار في المحاولة والتواجد بجانبهم. فما البديل إذا استسلمنا؟ هل نتركهم تمامًا تحت رحمة المؤثرات المحيطة؟
التعليقات