التعلم بالتقليد هو إحدى تقنيات التعلم التي نقوم بها وبشكل يومي حتى دون أن ندرك ذلك، فعندما تقابلنا أي مشكلة أثناء دراسة شيئًا ما أو عندما نريد تعلم شيء جديد نتجه مباشرة للبحث عن طريقة حل أو تعلم هذا الشيء. البحث الآن عبر الانترنت، وقديمًا كان عبر الكتب، أيًا كانت الوسيلة هنا الإنسان يتعلم بمحاكاة الآخرين وبالاستفادة من تجاربهم وأفكارهم، وهذا له ميزات بالفعل منها زيادة حجم وسرعة التحصيل، والالمام بقدر أكبر من الأفكار والأساليب المختلفة لحل المشكلات، ولكن المشكلة هنا تكمن في تعطيل العقل عن التفكير للوصول للإجابة أو لإيجاد الحلول بمفرده، فتقل القدرة الإبداعية للإنسان كلما اعتمد على التقليد وابتعد عن الابتكار، وأولى الحلول الممكنة برأيي هو عدم اللجوء لذلك الأسلوب في التعلم كحل أولي أبدًا بل جعله آخر الحلول، فما برأيكم الحلول الأخرى للاستفادة القصوى من تلك الطريقة دون الحد من قدرة الإنسان على الإبداع؟
كيف يمكن الاستفادة من التعلم بالتقليد دون الحد من القدرة على الإبداع؟
لنفرض أننا أمام مشروع لصناعة الدراجات. هل نبدأ بتخصيص ميزانية للطريقة التقليدية لصنع الدراجة، أم نبدأ من حيث توقف الآخرون (نقلد آخر ما توصلوا إليه)؟ في هذه الحالة، يظهر أننا نبدأ بالتقليد، وهذا ليس سيئًا في حد ذاته. ليس من الضروري أن نتحمل عناء التجربة من جديد لإعادة اختراع ما هو موجود بالفعل لنكون مبتكرين. ولكن بالاستمرار من حيث توقف الآخرون نكون في تفكير سليم، ونواجه تحدي كيف نجعل الطريقة التقليدية أكثر فعالية بإضافة حلول أو تحسينات جديدة من معرفتنا.
فأنا لا أستطيع رسم لوحة بأوصافها المبدعة والجميلة إذا لم أكن أعلم ما هي قواعد الرسم. ولا يمكن أن أضيع سنوات من عمري حتى أفهم بالفعل ما توصل إليه الآخرون. حتى في إعداد الطعام، لا يمكن أن أفسد الطعام عدة مرات حتى أتعلم كيفية اتباع الوصفة بالمقادير والطريقة الصحيحة. قد أضيف أو أعدل في الوصفة الأساسية بعض المكونات بعد تعلم الأساسيات.
المعضلة هنا تكمن في هل علينا أن نعتمد على الأساس العلمي أو المصدر الأساسي لحل كل مشكلة، أم نكتفي فقط بتطبيق الحل المطروح أمامنا؟
فأنا لا أستطيع رسم لوحة بأوصافها المبدعة والجميلة إذا لم أكن أعلم ما هي قواعد الرسم.
ولكن لماذا لا نعطي لأنفسنا فرصة لكي نجرب الرسم بأنفسنا أولا لنرى ما هي حدودنا وقدراتنا فيه بدون أي مساعدة وتدخل ونتخذ ما حولنا نموذج في حد ذاته للتقليد، إذا شاهد الإنسان الآن فيديو لتعلم كيفية رسم زهرة وفهم كيف يرسمها ونجح في ذلك، أتظن أنه سيقدر على رسم باقة زهور مختلفة الأشكال والأحجام ومتداخلة مع بعضها البعض؟ سيكون الأمر صعبا جدا عليه، ولكن لماذا لم يكن صعبا على أشخاص آخرون بدأوا بالرسم وأبدعوا فيه بدون اتباع قواعد معينة؟ هذا لأنهم سمحوا لعقولهم بالتدرب والتطور حتى وصلت للإبداع في إنتاجها.
اتفق بشكل عام مع وجهت النظر وان نتعت الوصول الحقيقية هي في الوصول الي الهدف المراد يعد عدت محاولات فاشلة ولاكن انا اري ان في عصر السرعة غالباً ما احتاج الوصول الي النتائج الافضل في اقل وقت.
فانتظار حتي اكتسب المهارة من المحاولات الفاشلة قد يؤدي الي الياس وفقدان الشغف بشكل اسرع من الوقت الذي استغرقة في تعلم الاساسيات التي استطيع البناء عليها فيما بعد
أيمكننا أن تقول إذا أن لكل عصر طريقة التعلم الأنسب له، فقديما كانت الطريقة التي أشير إليها أكثر شيوعا ولنا في هذا أمثال كثيرة أشهرها أديسون الذي نجح بعد ٩٩ تجربة فاشلة، ولكن الآن مع ما يتطلبه العصر من سرعة قد يكون التقليد وحصد المعلومة مباشرة مناسب أكثر ولكن بشرط أن يكون مرتبط باستغلاله في تحقيق أهداف أخرى مختلفة وذات قيمة مختلفة ومؤثرة.
نعم ولا، طريقة العرض صحيحة، لكن ليس هذا ما أحاول توضيحه بدقة. مع التأكيد على أهمية السرعة، نحتاج دائماً إلى اكتشاف الجديد من خلال التجربة والخطأ للوصول إلى النتائج. دعونا نفترض مثلاً أننا في معمل كيمياء ونحتاج إلى صناعة مركب جديد. هل علينا تجربة كل الاحتمالات بشكل يدوي يومياً حتى نصل إلى العينة والنسب الصحيحة، أم يمكننا استثمار هذا الوقت في تطوير نماذج ذكاء اصطناعي لتقوم بهذه التجارب نيابة عنا، مما يتيح الوصول إلى النتائج المطلوبة في وقت أقل؟
التعليقات