تدريس المواد الاساسية باللغة الانجليزية، هل سيؤثر سلبا على اللغة العربية؟

لا شك من ان ذلك يؤثر بشدة على اللغة العربية للطلاب ، خاصة في ظل ضعف مواد اللغة العربية والتربية الدينية والقران ، على الرغم من انه في حال الاهتمام بالقران وحده بشكل مميز وجيد سيعمل وحده على تقوية اللغة العربية لهم ، ولكن ما يحدث هو العكس ، لا شك ان اللغة الانجليزية هي الان لغة العلم والوظيفة والتكنولوجيا ، ولا غنى عنها لم اراد مستقبل جيد لاولاده في مختلف مجالات الحياة ، ولكن تظل اللغة العربية لغة الدين الاسلامي ولغتنا الام ، ومن الواجب علينا الحفاظ عليها وعلى جودة اتقانها لاطفالنا ، يمكن تعويض ذلك بالحرص على تحفيظهم القران بشكل قوي ، ودعم دراستهم للغة العربية .

دراسة أي لغة مع الأخرى لا يؤثّر بالسلب على أيٍّ منهما، وإنما التقصير في تدريس لغة معيّنة هو ما يؤثر بالسلب عليها، لذلك أرى أن منهجية التدريس الخاصة باللغة العربية هي المشكلة، حيث أن الأطفال في الوقت الحالي لا يستطيعون استيعاب مختلف تفاصيل اللغة العربية بالطريقة الكلاسيكية التي يصرّ عليها نظام التعليم لدينا، وبالتالي فالأمر لا يصبح ممتعًا على الإطلاق، ولا يؤدي إلّا إلى كارهية الطلاب للغة. من هنا أرى ان المشكلة في نظام تدريس اللغة العربية العقيم نفسه، لا في تدريس لغات أخرى.

تنويه: كلامي عام وليس حالة الجزائر فقط.

وكذلك المغرب وتونس حولتا التعليم في الثانوية إلى الفرنسية وما ينطبق في كلامي على الإنجليزية فينطبق وبصفة أشد على الفرنسية.

• دينيا وفكريا واجتماعيا:

خطوة ضرورية لتغريب المجتمع، ودفعه لاحتضان الثقافة الغالبة.

(اللغة لا تأتي وحدها بل تجلب معها ثقافة شعبها)

وبالطبع المجتمع أيضا له دور حيث «المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب في شعاره ونحلته وزيه...».

• سياسيًّا:

خطوة شعبوية، وإلهاء الشعب والعوام والإيهام أن التطور المعيشي (وهذا ما يريده أغلب العوام والقليل من سيهتم بالسياسة أو الدين أو فكر، فأغلب الناس يفكرون ببطونهم (عندنا وعند غيرنا) ) سيأتي ضرورية بتبني اللغة الأعجمية وكأن كل الناس سيتحولون إلى رجال أعمال وتجار يتعمالون مع الصيني والياباني والأوربي، رغم أن الاقتصاد قائم على العمال المحليين من حرفيين وصناع ومهندسين...إلخ يتعاملون في السوق المحلي مع أشخاص من بني جلدتهم.

• .

وكل تطور معيشي سيأتي كان سيكون حتى لو أستعملنا لغة ميتة وتأثير أي لغة أعجمية لن يكون كبيرا، بسبب العولمة الاقتصادية.

هل سيؤثر سلبا على اللغة العربية؟

يقضي على العربية؟ لا مستحيل، العربية مرتبطة بالإسلام ولتقتلها أقتل الإسلام واقتل 1400 من التراث العقدي والفكري والثقافي!

يحد مِمَن يستعملها؟ ربما.

وأظن من آثار مثل هذه القرارات في المدى البعيد (بعد عقد أو أكثر) هو تشجيع قياس (standardisation) اللهجات العامية وإحياء اللغات الميتة (كتابيا على الأقل) بصبغة غربية ونشرها (مثل الأمازيغية وهي على الأقل 13 لهجة في الجزائر والمغرب إن لم أنسى وبدأ نشرها في 2000 بالخط الرومي (لاتيني) رغم أنها أقرب في صياغتها ونطقها وكلماتها إلى العربية!)

كما أن المناهج الحكومية في تعليم العربية عقيمة، فهي تعاملها كما تعامل الجبر مثلا!

لكن اللغة مثل الحي، كائن تفاعلي! كل ما تهتم به المناهج هو قواعد كذا وكذا ولا تهتم بالجانب التفاعلي البتة! فمهارات اللغة الأساسية (السماع، والتحدث والكتابة والقراءة) مناهجنا تمارس منها الكتابة والقراءة فقط!

فكيف ستجلعها لغة التفكير هكذا؟

طبعا يوجد من لغة تفكيره هي العربية وليست اللهجة أو لغة أعجمية وهم بالملايين أظن. (طلاب العلوم الشرعية والأدبية أكاديميا والطلاب غير الأكادميين)

لا أحد يمكنه أن ينكر أهمية اللغة الانجليزية، فهي اللغة الرسمية لثلاث وخمسين دولة في العالم، من خلالها نخطو خطوة قوية الحصول على العمل

إي نعم، هي مفيدة وأنا لست ضد تعملها لغةً فقط (أي تدرس في مادة اللغة الإنجليزية فقط.) في دورة إجبارية للشعب العلمية في الجامعة أو بداية من الثانوية.

ومن المفروض أن المواد العلمية سواء في التعليم العالي أو قبله تدرس بالعربية كلها، (مشكلة المصطلحات يمكن تجاوزها بالتعريب اللفظي حتى تأتي المجامع أو حتى الطلبة بلفظ مناسب، المهم أن تقدم المادة العلمية بالعربية عدا عن أنه توجد معاجم هاىلة بالمصطلحات تصدر منذ القرن الماضي) مثلما يحدث في أي دولة في العالم من اليابان والصين وكوريا إلى تركيا والدول الاسكندنافية وغيرها مع دورات اختيارية أو اجبارية في الإنجليزية.

والأمر ناجح في سوريا في الطب على الأقل ولا فرق بين طبيب سوري وآخر من أي بلد، والمهاجرون السوريون الأطباء إذا أرادوا العمل في دولة أخرى كل ما عليهم هو تعلم ترجمة المصطلحات فقط واجتياز اختبار في الطب في اللغة الجديدة وسينجحون لأن المفاهيم العلمية نفسها، واللغة أداة لتوصيلها فقط.

• الحل؟

تعليم الأطفال الرضع على الأقل الفصحى، ويكون ذلك بالتحدث بها يوميا معهم وهم نفسهم سيفضلونها لغة للتفكير لأنها أغنى من العامية....

لاطلاع أكثر شاهد هذه التجربة العلمية (اكتب عبدالله الدنان في يوتيوب أو غوغل):

ولتعلم النطق صحيح يمكنك الاستعانة بقناة عنادل وقنوات عديدة في يوتيوب وغيره.

والله أعلم، إن أصبت فالحمد لله وإن أخطأت فمن عندي والشيطان.

هَاكَ هذا: