يولد المرء جاهلاً .. لكنه بالتعليم يصبح غبياً .

قد تستغرب بمجرد قراءة هذه العبارة لواحد من أشهر الفلاسفة أو المتمرسين في العلوم الاجتماعية وهو برتراند راسل، وأنا مثلك تمامًا تعجبت لماذا يرى راسل هذا؟

حاولت البحث عن السياق الذي قيلت فيه هذه الحكمة أو هذا الرأي الذي اتخذه راسل، لكنني لم أجد مرجعًا، فحاولت تفسير أو استباط المعنى الذي رأه راسل في التعليم قبل أن ينطق بهذا، لكنني حاولت اسقاطه على الواقع من أجل أن أفهم.

يبدو أن راسل رأى أن هناك تنميطًا يحدث للناس داخل العملية التعليمية، ما المقصود بالتنميط إذن؟ هو أن تصبح تنتمي لشئ معين أو فئة مجتمعية معينة يتم فصلك فيها عن بقية الفئات وكأنك لا تنتمي إلى أي صفة من صفاتهم ولا يوجد بينكم صفات مشتركة.

ذكرني هذا بالعملية التي تحدث في الثانوية العامة، مثلًا في مصر نقسم إلى قسمين تحت كل منهم عدة أصناف، ننقسم إلى علمي وأدبي، كأنه لا يمكنك أن تكون تحمل توسطًا بين النمطين، يتم تقسيم العلمي لعلمي أحياء وعلمي رياضة، أي أنك إذا اخترت الرياضيات فلن تجد الأحياء هناك ولا اهتمام إطلاقًا بأنك قد تكون محبًا للأحياء والتشريح والكائنات الحية. والعكس صحيح لا يمكنك أن تقوم بدراسة الأحياء والرياضيات في آن واحد. ربما هذا يعطيك فكرة عن أنه كيف يتم الزج بنا تجاه نمط معين من التفكير تنفصل به عن النمط الآخر، فتنشأ شخصًا يحب الأحياء كثيرًا لكنه لا يفهم علاقة الرياضيات بالأمر، على الرغم من أن الرياضيات هي بالأصل اللغة التي يتحدث بها الكون لنا.

مثال آخر مثلًا، كوني شخص محب للفنون فكثيرًا جدًا ما يتم استغراب اهتمامي بالنظريات الفيزيائية وعليه اسأل دومًا كيف يمكنك الاهتمام بالنظريات الرياضية والفيزيائية والعلوم الفضائية والكونية ولكنك في نفس الوقت تهتمين بالأشياء الجمالية؟

هل ترون هذا؟ لقد تم تنميط المتسائلين أنه لا يمكنك أن تجمع بين هذا وذاك؟ عقلك لابد له أن يناسب شيئًا واحدًا فقط!

شاركوني تفسيركم لهذه المقولة، وكيف يكون التعليم سببا للغباء؟