في الوقت الذي استأنفت به العديد من الدول في العالم عودة الطلاب "الآمنة" للمدارس، دولٌ أخرى لا تزال تفرض على الطلاب نظام التعليم عن بعد من المنزل حفاظًا على صحّتهم.

وفي ظل عودة الطلاب إلى مدارسهم مع استئناف الفصل الدراسي الجديد في فلسطين، صُدم عددٌ كبير من الطلبة، لا سيّما طلبة الثانوية العامة، عن إقرار وزارة التربية والتعليم لخطة المنهج لهذا العام الذي يُفترض أنه عام طوارئ وبحاجة لخطة طوارئ.

ما حدث أن الوزارة لم تقم بتخفيف حجم المنهج والمعروف بضخامته. بل قامت بحذف جزئيّات بسيطة عادةً لا يُلتفت إليها في الامتحانات. ما يعني أن الطالب الذي قضى فصلًا دراسيًا كاملًا يدرس عن بعد في المنزل، وما يعنيه ذلك من ضعف التحصيل النهائي، يُواجه الآن دراسة منهج كامل رغم الظروف الصعبة التي مررنا بها هذا العام والذي يسبقه!

نموذج التجربة الكويتية

وفي ظل ذلك، حدّثني قريبٌ لي كان قد عمل في التسعينيات معلّمًا في دولة الكويت، عن التجربة الكويتية التي تلت حرب الخليج وما تلاها من ظروف طارئة وعدم استقرار بالبلد. حيث ضاع العام الدراسي بأكمله على الطلاب وكان على أصحاب القرار التفكير بطريقة عملية واستثنائية لتعويض الطلاب عامًا كاملًا فاتهم.

والمُطّلع على المنهج الكويتي في فترة 1990-1991، يُدرك جيّدًا حجمه الضخم الذي كان يُعتبر الأضخم في الدول العربية. فماا كان الحل؟

كان الحل بتطبيق نظام عام الدمج، وهو أن يكون الفصل الأول عاماً دراسياً تعويضياً لما فات والفصل الدراسي عاماً دراسياً آخر، وهنا كان التحدي الأكبر في كيفية ضغط منهاج عام كامل في أربعة شهور دراسية. بكل بساطة تم حذف كل ما هو غير ضروري وكل ما يمكن أن يتكرر في الأعوام القادمة وما هو تراكمي من مهارات ومعارف.

كان الحذف يشمل في بعض المرات فقرات من دروس وأحيانًا أخرى سطورًا من فقرات. ومرّ العام الدراسي بشكل ناجح للغاية وتمكّن الجميع من تعويض ما فاتهم.

واليوم، وطلابنا أمام منهج كامل متكامل على الرغم من الظروف الصعبة التي واجهوها في الفصل الدراسي الأول وبداية الفصل الثاني واحتمال العودة للإغلاق مجددًا، هل تمسّك الوزارة بهذا الحجم من المنهج يأتي في مصلحة الطالب؟

ألا تستحق التجربة الكويتية أن يتم النظر بها وتطبيق ما يُمكن تطبيقه منها؟ بدلًا من التمسّك بالمنهج "من جلدة الكتاب إلى جلدته الأخرى" وكأنه شيء مقدّس أو من الثوابت الوطنية!

برأيك عزيز القارئ، هل تجد أن تطبيق التجربة الكويتية ممكن في ظل الظروف الحالية؟ وهل حذف أجزاء من المنهج يؤثّر على الحصيلة التعليمية للطلاب أم يصلح كخطة طوارئ بديلة؟