أخبرتك أنني كُنت مريض ..

° ° °

صباح يوم جديد لعلاء ، علاء يُحب الحياه يعشق المغامرات يخطِف من أحلَك الظروف لحظه ليُحولها لمُتعه جديده

علاء شاب في مُقتبل العشرينيات يعمل كمسئول للموارد البشريه في شركة استثمارات كُبرى و كعادة علاء في بداية يومه يبدأ بمقوله جديده من تقويمه السنوي ..

_ صباح الخير يا علاء ..صباح الخير يا عصافير .. تعالي لأضع لكِ طعامك المفضل ، تُرى ماذا تقول مقولة اليوم ؟ ( يُزيل ورقه جديده لتظهر مقولة اليوم ) لنرى .. "الصديد المكبوت فى النفوس يخرج عندما لا يوجد رقيب."

ماذا يعني ذلك !!؟ لا يُهم سأعرف لاحقاً..

خرج علاء ليبدأ رحلته المِهنيه كالمعتاد و يُلقي التحيه على كل شخص و شئ و كأنه يقذف الطاقه الإيجابيه في كل شئ يواجهه ، حال ما وصل لمكتبه وجد رساله من المدير "أُريدك حالاً علي مكتبي"

_ها قد بدأنا يومنا لا يُهم لا يُهم علاء لا يُهم (اتجه علاء لمكتب مديره)

_أستاذ علاء كَم مره أخبرتك أن تُشدد اسئلة المُقابلات الشخصيه للمُقبلين على الوظائف!! أمتلك أربعين حديثي تخَرُج بسببك و ما علي سوى تدريبهم و أترك منافسة السوق خارج الحُسبان

في نفس الوقت الذي يُوّبَخ فيه علاء يَجد من أغنيته المفضله ل chris brown مفَر ليرُد على مديره برقصه عفويه و لكن فيها إحترام لمكانته

_zero zero ، أبو وليد الرزق من الله وحده اتركها عليه ، حديثي التخرج يمتلكون عقول شاذه عن تفكير السوق اعطهم فقط فرصه صغيره ستقود السوق يوماً ما ، و هذا سهم على قلبي

_علاء لو لم أجد خلال شهر الشركه بأعلى أهدافها سأفصلك و حديثي التخرج أيضاً

_لا تقلق استاذي

_ إلى مكتبك .. هيا ..

خرج علاء و مازال يدندن كلمات اغنيته و يرقص بخفه في طرقات الطريق ليصطدم بفارس ..

_ أوه عُذراً فارس صباح الخير

_ هل كُل حياتك رقص و لعب و لهو !! هناك ما هو أهم من ذلك .. ابتعد عن طريقي

_ حسناً و لكن ستُعجبك الأُغنيه

اجتمع علاء بحديثي التخرج ليسمع آرائهم و افكارهم و اعطي كل منهم ورقه ليُسجل بحثه و النتائج في نهاية الإجتماع و اتجه كل منهم لمكانه ، استقبل علاء من كل منهم ورقته و أفكارهم وأثناء قرآئته للابحاث وجد فارس يتلفت حوله و كأنه يُخفي شئ ..

-

فوراً انتفض علاء من مكانه و في شئ من الفُكاهه فاجأ فارس..

_ماذا تفعل؟

طارت الأوراق من يد فارس و ارتجف فارس في مكانه مردداً باستمرار

_ لا شئ لا شئ

_ لِم كل هذا يا فارس أنا أمزح معك فقط

_ اتركني إذاً ..

أخذا يجمعا الأوراق حتى وقعت ورقه بيد علاء تحمل عنوان " الهدف مدير الموارد البشريه" . و بطبع علاء الذي آمن طوال حياته أن ما يخرج من فرد لا يكون سر صَمت و وضع الورقه وسط باقي الأوراق و اعطاها لفارس بصمت و اتجه لمكتبه مره أُخرى

لم يُفكر في أمر الورقه ظل يقول لنفسه و إن أراد حتى مكاني من حقه طالما أنه ماهر

..

عاد علاء لمكتبه و بعد عدة ساعات شعر زملائه بصوت شديد مُنبعث من مكتبه كرَجه أو وقوع كُتب من أرفف عاليه ، هرع الجميع ليجدوا علاء مُلقى على الأرض و الكتب فوقه و أوراق في كل مكان ..

بالفعل اتصل الجميع بالإسعاف لنقل علاء بعد محاولات يائسه في إيقاظه ..

و بمجرد خروج الجميع من مكتب علاء ظَل فارس مكانه في مكتب علاء أخذ يُدعبس عن ورقه تدين علاء بأي شكل ليأخذ مكانه حتى وقعت بيده رسالة علاء !

(أعطني يارب بعض الوقت لأسِد ديني أنا بأواخر مراحل المرض و أعلم اني عاجلاً و ليس آجلاً سأموت .. و لكن يارب أخاف الوحده لذلك آخذ الجميع حولي أصدقاء.. )

و كان وقع " لأسِد ديني " على فارس كخيط حَل الجريمه و بالفعل شعر بالنصر للحصول على ما يدين به علاء أخذها ! و فُسرت مقولة اليوم ..

° ° °

في المستشفى بعدما أفاق علاء ببضع محاليل هُنا و هُناك و أُنبوب أكسجين ، اكتشف زملائه أن علاء مريض سرطان دم..

كان الجميع يستعجب حال الدنيا !!! علاء ؟ من يُحب الحياه و يقدسها؟! و لِم هو !!؟

استجمع علاء قوته و ظل يشكر زُملائه و يضحك و الجميع يبكي و يتحسر على كهذا شئ ، سألهم علاء شئ و كانت هيّ أُمنيته - أن يتصلوا بأمه بعد وفاته كل يوم و ألا يتركوها .. -

-

توجه فارس للمستشفي بعد أخذه للرساله و بوجه يحمل العديد من النظرات انتقام غِل و سخريه دخل على علاء ، للحظه أحس علاء أن فارس يخفي شئ هما فقط يعرفاه ..

حتماً لم يقرأ رسالتي ..

.

قفز علاء من سريره و كأن شئ لم يباغيه قط ، أخذ يلملم شتات نفسه و أشياءه و انطلق مع زملاؤه للعمل كما شيئاً لم يكُن ..

ما أن وصل علاء لمكتبه وجد الادراج مفتوحه اوراقها مُبعثره !!

فوراً تحدث علاء مع مديره لمراجعه كاميرات المكان ، بدأ المدير بمراجعه كاميرات مكتب علاء و لحظه سقوطه و ما أن وصل للحظه دخول فارس أمر علاء بإيقاف الفيديو ..

_ أنا آسف اذكر ماذا حدث الآن

_ متأكد يا علاء ، لن اُعطل نفسي مره أخرى

_ نعم أنا متأكد

خرج علاء من مكتب مديره و هو يُفكر و يسأل أعليه مواجهة فارس بما رأي؟!! أم يتركهه هكذا بتِلك الرساله!! و لكن لم ينتظر علاء مفاجأه من فارس ..

توجه لفارس و نهره عما فعل و كتب مُذكره لمديره عنه ، و أخذ مقطع فارس لمديره

طُرد فارس من الشركه و هو يكن لعلاء بالحقد ..

-

و في خلال شهرين..

كان علاء مدير فرع إحدى الشركات التابعه للشركه التي كان يعمل بها ، كان حديثي التخرج سبب لتوسع الشركه كما قال علاء ..

و بصباح يوم جديد كعادة علاء مقولات تقويمه وجد " لا تزال هويتك الحقيقيه مُخبأه خلف الظلال "

و مجدداً يشعر بشئ مع تلك المقوله الغريبه و لكن أحس بشئ من الامتنان لأنه يعرف نفسه الحقيقيه هو شخص يُحب الحياه الإيجابيه الضحك الفرح يكره الحزن و لكن يُعطيه حقه و مع ذلك ترك المقوله و توجه لصانع رُخام القبور صديقه ، هنأه للافتتاح الكبير و طلب مِنه شئ غريب يكتبه على قبره وقت وفاته

و توجه للعمل ..

لاحقاً ذاك اليوم و هو علي مكتبه دخل فارس موجهاً مسدس إلى رأس علاء و هو ينهره لأنه كان سبب في طرده من الشركه ..

و بهدوء شديد جداً من علاء ..

_ إلى القلب يا فارس حتى تضمن الموت ( و وجه المسدس لقلبه ) هنا بالتحديد

_ كيف لك هذا ؟ كيف لك تكون بذاك الهدوء ؟؟! سأقتلك

_ فلتقتل إذن أنا أمامك

_ (سحب فارس المسدس) ألست بخائف ؟؟!

_ اعلم انك لم تكُن تنوي قتلي ، أنت غاضب فقط .. تستطيع العوده من جديد بقلب و ضمير صالح و سَوي ذلك إن أردت ، أعلم أنك اخذت رسالتى لكن لأنك تنظر للأمور من ثُقب ضيق لم تقرأ الرساله لآخرها و لم تعرف ما هو الدَين الذي أريد سَدُه ، إنه دين والدتي و حقها عليّ ..

عَلِمت الآن ما هو ذاك الدين ..

عَم الصمت و نظر فارس بخزي لعلاء راجياً منه أن يُسامحه ..

و فجأه وجد عينا علاء تنقلب للوراء و يسقط مغشياً عليه و كأن الحقيقه كانت مُحتجزه لتخرج تِلك اللحظه الاخيره ، لم يبد فارس أي رد فعل بل خرج من المكتب بهدوء و تركه وحيداً على الأرض مُغشى عليه ، عَلها آثار الدواء عَله فَقر الدم عَله من ضغط العمل ..

لَم يلحظ هذه المره أحد غياب علاء ظل مرمياً ، تمُر الساعات و هو بمكانه مرت ساعات على من دعم الجميع آمن بهم وَثَق بِهم و لكن كقَول محمود درويش "أنت الآن وحيد.."

مات علاء .. مات علاء وحيداً..

لا صديق .. لا أحد ..

كُتب علي قبر علاء من صانع الرُخام ما طلبه علاء منهُ..

"في الحقيقة أن الجميع قد يعمل على إيذائك، ولكن هناك شخص واحد فقط يُقدّر معاناتك .. و لم أجده .. أخبرتك أنني كُنت مريض.."