اعلم انه سؤال تقريبا لا اجابه له، لكن لدي مشكله في وجودي على هذا الكوكب الاحمق ... بصراحه منذ فتره طويله وانا افكر بحقيقه الانسان حقيقه الوجود وطبعاً ليس بالسهوله وجود الاجابه، لكن اشعر مؤخراً حقاً اني اكره العالم واكره الحياة اكره الوجود افضل العدم افضل ان اكون عدماً لا اريد ان اكون من البشر ولا ان اعيش على هذا الكوكب .. لو كان بيدي لما اخترت الوجود ابداً، ومن هنا يأتي سؤال عندما خلق الله الانسان "ان الله عرض عليه الامانه وقبل بها وبعدها خلقه و وضعه في الحياة ليختبره اما ينجح ويدخل الجنه او يفشل ويدخل النار" بغض النظر على ان هذا التفسير بحد ذاته غير مقنع، لكن لو اخترت بعد خلقي ان اعدم واعلنت استسلامي بعد رؤيتي للحياة والواقع واكتشفت اني لا استطيع العيش لماذا لا يوجد خيار كهذا ؟
لماذا لا يمكننا الانسحاب من الحياة؟
سؤالك هذا يعيدنا إلى السؤال الأزلي للإنسان والذي تجد أنَّ القرآن يطرحه للمناقشة في بداية قراءة القرآن في سورة البقرة:
﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾[البقرة:30]
وهذا يؤدي بنا إلى سؤال آخر: كيف سنكون خلفاء على الأرض؟
للإجابة على هذا السؤال يجب متابعة القراءة، حتى نتوقف عند الآية 35 من نفس السورة:
﴿وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾[البقرة:35]
يبدو أنَّها شجرة عادية لا شيء يميزها فلم تذكر لها ميزات تجعلها أعلى مرتبة من الشجر الأخرى!، وهنا يبزغ سؤال جديد: ما الهدف من هذه الشجرة في الجنة قبل إهباط الإنسان إلى الأرض، ما الذي يجب أن يتعلمه؟
للإجابة عن هذا السؤال نعود للآية 33:
﴿قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُون﴾َ [البقرة:33]
هذه الآية تشير إلى قابلية التعلم لدى بني آدم، وكان لابد للإنسان أن يتعلم السمو بأخلاقه في الجنة قبل الهبوط إلى الأرض.. والقرآن لم يقل أنَّ الهبوط إلى الأرض عقوبة ولا أنَّ المرأة (حَوَّاء) هي من أزلَّته بل على العكس أظهر توبة الله عليه بقوله تعالى:
﴿فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾[اابقرة:37]
عند هذه النقطة نعود للسؤال: كيف سنكون خلفاء على الأرض؟
عند القراءة في القُرآن والأحاديث النبويَّة عن الإيمان والإسلام والأخلاق، نجد أنَّ الأخلاق المطلوب التحلِّي بها لها ما يقابلها في صفات الخالق أو ما سمَّاها الله عَزَّ وجلّ الأسماء الحُسنى، فتجد هدف الحياة في الإسلام السمو بالإنسان عبر عدَّة أمور منها الصلاة والصوم والتعاليم، وكان هدف الشجرة السمو بأخلاق الإنسان لتهيئته للهبوط إلى الأرض، والحمد لله ربِّ العالمين.
وفي الختام، لا يمكنك الانسحاب من الحياة لأنَّك لست من تختار ذلك، باختصار.
CC
@sasini @Belal_Alqaisi @Emad_Alhamou @allaaborjes @johan liebert @hanymoh @معتز @OussamaSe @Azs
التعليقات