في هذه الآونة الأخيرة أشعر برغبة في تحدي قدرتي في الفهم، وهذا هو منبع هذا السؤال المطروح لذا إن كان هناك شيء تعتقد أنه عصي على الفهم اطرحه هنا سواء كان آلية عمل شيء معين أو نظرية علمية أو معادلة رياضية، بالملخص حتى لا يتم الأخذ بالأمثلة السابقة اذكر كل ما تراه تحديا حقيقيا للفهم.
ماهي أكثر الأشياء تعقيدا وصعوبة من ناحية الفهم؟
ما الذي يجعلني أصدق أننا موجودين حقاً؟ ما الذي يجعلني أصدق أن ممن حولي هم حقاً موجودين وهم يشعرون ويفكرون مثلي؟
اذا كان دليلك الملاحظة الحسية فيمكن القول بأن كل شيء محل شك حتى التصديق بالوجود ليس مقنعاً بالنسبة لي.
تناغم الأفكار ، موسيقى الأخذ و الرد ، قانون الجذب و الشك في حد ذاته كلها عناصر تؤكد وجود ذاتك كذاتك .... فأنت تعي أنك موجود لأنك ذات واعية عاقلة أليس كذلك ؟ و تعي أن الغير موجود بتخاطر ذاتك مع ذاته أي أن وجوده رهين بوجودك و العكس واجب قطعا .... ثم إنك قلت في سؤالك "يشعرون و يفكرون مثلي" و كيف علمت أنك تفكر و تشعر ؟ و بأي حق تجغل من نفسك استثناء الخلق ألك لسان و هو أبكم أم لك أذنان و هو أصم ؟
فقط انا قمت بطرح اسالتي.. واعتقادي الشخصي لا يجزم بأي شيء إطلاقاً لذلك قد اقول لك انني افكر واعي وانعت غيري بمقدرتهم على التفكير وغير ذلك من الامور التي لا اؤمن بها ولكن يبدو علي أنني امارسها بالفعل، ولكني اقول ذلك فقط لان لغة تواصلنا تحتم علي قول ذلك. الحقيقة انه لا وجود للتفكير لانه محدود واي شيء محدود غير قابل للتصديق أي ان التفكير لا يمكنه حتى معرفة أشياء لم يراها او يسمعها من قبل.
نحن نفكر فقط بالاشياء التي من المؤكد اننا قد شهدناها ولا وجود للتخيل ايضاً ومن المستحيل ان يتخيل الانسان اقل ما يمكن تخيله من دون سابق إدراك بما تخيله ليعتقد بعد ذلك أنه تخيل.
الحياة أيضا محدودة فهل هي بدورها غير قابلة للتصديق ؟ و إن ، فكيف تفسر أن كل ما يجول في خاطرك و في خاطره سواء عبر التخاطر أو التواصل ؟
"أنا أفكر إذن أنا موجود" و ارتباط التفكير بالوجود ليس ارتباطا _في رأيي_ ماهويا أو سببيا، لأن حقيقة الأمر أنه بإمكاني التوقف عن التفكير دون أن أتلف وعيي بذاتي كذات موجودة فعلا ، و دون حاجة أن أصدق ذلك .... و قولك "نحن نفكر فقط في الأشياء التي من المؤكد أننا عشناها سلفا * ، لا يعني أبدا و قط أن الذاكرة هي منبع التفكير لدينا و إلا فقد عزلت ملكة التفكر بعيدا عن وظيفتها الحقة و تطاولت على "خلق الخالق" بتفنيذ دور لا يمكن دحضه دوما و أبدا ، ناهيك أن الحيوان أيضا يمتلك ذاكرة معنوية تقود سلوكياته فهل يستوي الاثنين ؟ و هل الحيوان يفكر بطبعه ؟ ثم إلى أي حد يمكن اعتباره كائنا مفكرا ؟
و أخيرا ، أريد أن أتطرق إلى مفهوم تمت الاشارة إليه في ردك السابق و هو التخيل و هو يعني إبداع اللاموجود إلى الوجود فكيف تستبعد الأمر عن العقل البشري خالق العجائب ؟!!
و أخيرا ، أريد أن أتطرق إلى مفهوم تمت الاشارة إليه في ردك السابق و هو التخيل و هو يعني إبداع اللاموجود إلى الوجود فكيف تستبعد الأمر عن العقل البشري خالق العجائب ؟!!
لا، الانسان لا يأتي بشيء غير موجود بل يقوم يإسترجاع ذكريات ولكن لا يقوم بطرحها على النحو الصحيح كما كانت عليه عن قصد، فيُكون لنا أحداثاً غريبة ولكنها مألوفة
لحظة .. ماهو مفهومك لـ اللاموجود؟
اللاموجود في عالم الوجود -بالنسبة لي- هو الشيء البديهي الغائب عن الحواس كذلك السهل الممتنع من الرغبات.... و اللاموجود في عالم اللاوجود -بالنسبة لي- هو الشيء الميتافيزيقي الذي لا يمكن التكهن به ، هو ذلك المتناهي في الصغر و اللامتناهي في الكبر ؛ الذي لا يجدي نفعا تحديد أبعاده _بصيغة أدق_ لأنه غائب حسيا و ماديا ....
قمت بتشييئه لأن الانسان هو الكائن الوحيد الذي لا يقبل ذلك "في نظري طبعا"
لا يمكن ان يكون هناك لاموجود في عالم الوجود ، انت تناقض في نفيك شيء واثباته في نفس الوقت لان اللاوجود او اللاموجود لا يمكن ان يكون حتى. وبالتالي فالتفكير به يعتبر مستحيلاً .. مثلاً هل يمكنك تخيل شيء ما غير موجود ؟ هل يمكنك تخيل او التفكير في العدم؟ طبعاً سوف تفكر في فضاء مظلم يحيط بكل شيء او اي شيء آخر كنت قد أخذت فكرة عنه بأنه عدمي، بهذا يمكنني اثبات كلامي حول التفكير في ردي السابق (ولو انه يبدو علي وكأنني اراوغ في النقاش. انا فقط احاول التطرق الى مواضيع مختلفة في النقاش).
ههه و ما تفسيرك لما وراء الطبيعة ؟ .... و إلا فلنتركه على جنب و لنتحدث عن مخيلة الإنسان "و شتان بين التخيل و الخيال" ، لكن دعني أخمن ؛ على حسب منظورك لا يمكن تخيل اللاموجود و لا يمكن للإنسان حتى أن يكون قاب قوسين أو أدنى من إبداعه أو التفكير فيه فالحواسيب و التكنولوجيا و آليات البحث العلمي و التقني و الملابس .... ليست أفكارا انطبقت بل ذكريات استحضرت _حسب ما فهمته من طرحك_ ، إذن فماذا تقول لو جاءك إشكال عمارة الأرض قبل 4,5.10'9 سنة بما يعادل ذلك أو أكثر بمعنى أنها استعمرت دوما و أبدا و لم ينشأ أي انفجار عظيم و لا خلق لها لأنها أبدية على مر الزمن -بعيدا عن الدين ، العلم - فهل ستصدق الأمر ؟ و إن فهنا يمكن لطرحك أن يكون صائبا فما عدا هذا فمن أين للكائن البشري أن يتذكر كل ما تذكر ؟؟
نعم افكار الانسان المزعومة وكل الابداعات ... جاءت عن طريق استحضار ذكريات ساابقة وربط مشاهد قديمة ولكن بشكل مختلف، الاشكال الهندسية مثلاً مستوحاة من الطبيعة .. هل لك أن تصنع لنا شكلاً جديد؟ لا بالطبع، افكارنا ليست جديدة فلا تقدسها فلا يمكن للانسان ان يفكر بدون استلهام، حسب رأيي الانسان يقلد ويقلد ولكن التقليد لا يظهر كما هو حسب منظورنا له الا في حالة تطابقه التام مع شيء سابق.
ان تطرقنا إلى قانون الجذب الفكري فنعم ... هناك نتائج حسية متعددة من تجارب شخصية و أخرى بتفرد الأغيار فكل فكرة تطمح أن تكون حقيقة
تحقق وجود خارجي مستقل عنا أمر ضروري كامن في أنفسنا ومن يتنكر له فستتهاوى منظومته المعرفية بأسرها، وبرهان ذلك لا يكون ماديًا، ولا يهم كون الدليل مقنعًا لك أو لا، فأنت وإن زعمت أنك غير مؤمن بذلك فإنك في الحقيقية مؤمن به لا شعوريًا وضرورةً، تعاطيك مع العالم الخارجي ومحاولتك لاستكشافك، وتعاملك مع الناس ومشاركتك في المنتديات والمواقع، وطلبك للإجابة من الأخ دليل على أنك تشعر بتحقق وجودنا وقدرتنا على التواصل معك وقدرتنا على التفكير مثلك، وأظن أن ما أصابك من التشكيك في مثل هذه البدهيات آت إليك لا خارج منك.
صحيح أننا في المنام نتعاطى مع أشياء كثيرة خارجة عن ذواتنا فيما نحسبه وهي لا تعدو سوى تفاعلات في الدماغ توهمك بفعل هذه الأفعال في منامك، لكن في حين اليقظة يبدأ الوعي وإدارك أن كل ما حصل في المنام لم يكن حقيقة.
هناك أشياء مطلقة اُصطبغت بالموضوعية لدى كل البشر، لا يحكمها إطار زمني أو مكاني معين، كقبح الظلم وحسن العدل، وكون الجزء أصغر من الكل، وعدم اجتماع النقيضين، هذه كلها يدركها الصغار قبل الكبار، بل وحتى الرضع، وليس شيء أعسر من توضيح الواضحات.
ولا أعلم ما سبب اختيارك لطرح رأيك_كما سميته_ هنا، لعله قد أزعجك هذا الأمر وكدر عليك نفسك ! وهذا شأن كل ما خالف البدائه.
التعليقات