في أي مجتمع هناك قائمة من الأمور التي يتفق عليها الغالب أنها مستحبة أو مستنكرة، و يبدو لي أن السؤال عن العمر مستنكر في العديد من الثقافات، و لكن ما السبب يدفعه ليكون كذلك؟
بعد التفكير قليلاً في الموضوع وجدت احتمالين قد يفسران هذا الاستنكار:
1- السؤال عن العمر مقترن بالإنجازات، أي أنك عندما تسأل عن عمر شخص ما فهذا يضعه تلقائياً في موضع محاسبة و مقارنة على سلم رُتب اجتماعي/اقتصادي شائع في المجتمع، مثلاً: إذا سألت شخص عن عمره و كان بحدود 18 عام فأنت قد تفترض أنه على وشك إنهاء الثانوية العامة أو أنهاها بالفعل، و أن عدم إنجاز هذا يجعله أقل رتبة من باقي الأشخاص الذين أتموا بالفعل الثانوية بهذا العمر، الأمر ذاته يرتبط بالزواج، العمل، امتلاك منزل، سيارة، إنجاب أطفال إلخ..
2- السؤال عن العمر مرتبط أيضاً بالمظهر الخارجي و هذا بالذات تلمسه لدى الفتيات، فأنت إذا خمنّت عمر فتاة بأنها أكبر من عمرها فعليك أن تستعد للموت،..لإن التقدم بالعمر مرتبط بفقدان هالة الشباب و الجمال الخارجي.
الحالة الوحيدة التي رأيت أنها تشذُّ عن هذين الإحتمالين هي عند الشذوذ الكبير عن الإنجازات المجتمعية السائدة، كأن يحصل طالب على شهادة الدكتوارة في عمر العشرين، فسيذكر عمره لتعظيم إنجازه.
ألا تتفق معي في هذين الإحتمالين، هل لديك تفسيرات أخرى، أم أن السؤال عن العمر مقبول في عُرف مجتمعك؟
هذه المساهمة بمناسبة اقتراب ذكرى ميلادي، أين حسُّ الضيافة يا حسوب، @aalagha أريدُ كعكة.
التعليقات