منصّة عربية للبحث والتبليغ عن المفقودين..
مشاريع (أو أدوات) كهذه بحاجة إلى منهجية أو طريقة معينة للتطبيق على أرض الواقع، هذا بالإضافة إلى الأخطار الأمنية التي تشكلها المعلومات المنشورة، وخصوصيتها.
المنهج أو الطريقة
يجب أن تقترن أدوات كهذه بآلية عملية لحل المشكلة المطروحة، فالأصل أن تُبلّغ السلطات الأمنية فورًا عن مثل هذه الحالات، من أجل إنشاء غرفة عمليات لإدارة عمليات البحث والتحقيق للوصول إلى المفقود بأسرع وقت ممكن قبل حصول أي خطر مؤسف لا سمح الله.
إذن فالغاية من وجود هذه الأدوات هي المساعدة على الوصول إلى الهدف: وهو إيجاد المفقود وإعادته إلى أهله سالما.
فهي جزء من العملية وليست كل شيء.
لذلك يجب أن توفر الخدمة "خطًا ساخنًا" مع السلطات الأمنية أو أي جهة خاصة (كمكتب خاص للتحقيق) تقوم بأعمال كهذه في حال تقاعس أو ربما توّرط هذه الجهات بالأمر (كما يحدث في مصر، حيث تقوم السلطات الأمنية باختطاف الناس وسجنهم بدون محاكمات).
أو ربما تقوم الخدمة بجمع تبرعات من الناس من أجل إنشاء إعلانات مدفوعة على مواقع التواصل الاجتماعي في منطقة المفقود ليشارك الجميع بالبحث والتبليغ.
الأخطار الأمنية
هذه الخدمة (الأداة أو المشروع) متعلقة بحياة البشر، لذلك يمكن تصنيفها على أنها خدمة عالية الخطورة، على أصحابها وعلى الناس المفقودين وعلى أهاليهم وعلى الناس في تلك المنطقة
الأخطار الأمنية يمكن أن تتراوح بين التهديد والابتزاز وطلب الفدية.
قد يتابع هذه الخدمة إحدى المؤسسات التي تتاجر بالبشر وتستغل الإعلانات الموجودة للبحث بجدية عن المفقود وبدل إعادته لأهله تقوم باستغلال قضيته سواء بطلب الفدية من أهله أو بيعه في شبكاتهم الواسعة.
أو تقوم هذه المؤسسات بأخذ تصوّر عن أماكن فقد الناس، خاصة إذا بُلغ عن أكثر من مفقود في منطقة معينة، واعتبار هذه المنطقة مجالًا للقيام بعملهم وخطف أناس آخرين في هذه المنطقة، على اعتبار أن هذه المنطقة إذا فقد فيها شخص فمن السهل اختفاءه وعدم إيجاده. فبدل أن تساعد هذه الخدمة في إيجاد الناس، فإنها تساهم في فقد أناس آخرين.
وهذا يقدم لموضوع خصوصية المعلومات المطروحة على الموقع بشكل عام.
كلمة أخيرة: مشاريع الويب ليست مجرد وسيلة للتعلّم وإظهار المهارات البرمجية واحترافية التصميم، إنها أدوات يمكن استخدامها لتحسين حياتنا أو جعلها أسوء، فلننظر إلى القيمة التي تقدمها هذه المشاريع والمشاكل العملية التي تحلّها قبل أي شيء آخر
التعليقات