لمن لا يؤمن بعودتها الافضل ان لا يجيب
لمن يؤمن بعودة الخلافة الإسلامية | كيف ستعود في نظرك ؟ هل يمكنك تخيل سيناريو عن بعض الأحداث التي من شأنها إعادة الخلافة الإسلامية ؟
محاولة للإجابة على السؤال بعيداً عن النقاش الجانبي الذي يحصل ..
دولة الخلافة وعد وفرض .. هي وعد من الله عز وجل، ووعد من رسوله صلى الله عليه وسلم: "ثم تكون خلافة على منهاج النبوة"
لذلك فالدولة الموعودين بها هي ١. خلافة و٢. على منهاج النبوة.
ولا يوجد اليوم دولة خلافة، لا "المملكة العربية السعودية" ولا "الجمهورية الإيرانية الإسلامية" ولا "دولة البغدادي" فهذه إما دول نظام حكمها ليس إسلامياً وإما ليست دولاً أصلاً.
والخلافة على منهاج النبوة يتوفر فيها شرطين أساسيين:
١. السيادة للشرع
٢. السلطان للأمة
السيادة للشرع تعني أن كل قانون ومادة في الدستور وتصرف من قبل الدولة يجب أن يكون مستنداً على الشرع أي أن يكون متقيداً بالأحكام الشرعية، فلا يجوز أن تكون مادة في الدستور تخالف حكماً شرعياً ثابتاً غير مختلف فيه. ولا يجوز أن تتصرف الدولة تصرفاً يخالف الحكم الشرعي (بأن تعقد معاهدة مع دولة فيها شروط محرمة) وإن فعلت ذلك فإن على المسلمين والأحزاب السياسية أن تنكر على الدولة فعلها وأن تحاسبها.
والسلطان للأمة يعني أن الأمة وحدها لها الحق في تنصيب الخليفة (الحاكم) .. أي أن الخليفة يجب أن يُبايع من المسلمين (أو من خلال مجموعة تمثل المسلمين - مجلس ينتخبه المسلمون ليمثلونهم)، ولا يجوز لأي كان أن يعلن نفسه خليفة بدون بيعة شرعية من المسلمين أو من يمثلهم، لذلك لا يكون ما يسمى "السلطان المتغلب" حاكماً شرعياً، ولا تجب طاعته، بل على المسلمين أن يعملوا جادين على إزالته وتنصيب خليفة بالبيعة الشرعية الصحيحة.
وعلى هذا الكلام، وبناءً على قراءة لواقع بعض الدول "الإسلامية" اليوم أستطيع أن أقول أن هناك سيناريوهين محتملين كما أرى:
١. انقلاب عسكري: الأمة الإسلامية اليوم ترى أن الخلافة يجب أن تعود وترى أنهم يجب أن يُحكموا بالإسلام، لذلك فإنه من الممكن في بعض الدول "الإسلامية" أن يتحرك بعض الضباط في إحدى الدول أو أكثر من واحدة، ويدبروا إنقلاباً على السلطة الحاكمة، ويقوموا بإعلان قيام دولة الخلافة، ويفتحوا باب الترشح لمنصب الخليفة للأمة الإسلامية على أن يختار الناس حاكماً يحكمهم بالإسلام. وأكثر الدول التي يحتمل أن يحدث فيها هذا السيناريو هي: تركيا، باكستان، "المملكة العربية السعودية"، مصر، الجزائر، بنغلاديش.
٢. ثورة شعبية أو استكمال ثورة شعبية، فإنه من المشاهد بالحس أن السلطات في الدول الإسلامية هي سلطات إجرامية تحارب الناس في أقواتهم وإسلامهم، وأهل القوة في هذه الدول (الجيوش والأجهزة الأمنية) منفصلة عن الأمة وهي في صف الحكام، لذلك قد يلجأ الناس إلى الثورة على النظام الحاكم، وتكون هذه الثورة دموية كما حصل في سوريا وليبيا، تؤدي إلى تفكك النظام وأجهزته الأمنية، ويبدأ الناس بالتدريج بتنظيم أنفسهم في كتائب عسكرية ويبدأوا بحكم مناطقهم ذاتياً لتتطور إلى اجتماعات واتحادات بين المدن في الدولة الثائرة ويتفق الناس أو من يمثلهم على إنشاء دولة تحكم بالإسلام، ويقوموا بتنظيم انتخابات لمنصب الخليفة. وما يحدث في سوريا هو أقرب إلى هذا السيناريو، ويمكن أن يحدث في ليبيا والعراق والصومال واليمن وأفغانستان نفس هذا السيناريوا.
هذا ما أرى من سيناريوهات محتملة، وإن كنت ما زلت أرى أن قيام الخلافة على منهاج النبوة ما زال مبكراً نسبياً.
والسلطان للأمة يعني أن الأمة وحدها لها الحق في تنصيب الخليفة (الحاكم) .. أي أن الخليفة يجب أن يُبايع من المسلمين (أو من خلال مجموعة تمثل المسلمين - مجلس ينتخبه المسلمون ليمثلونهم)،
لكن أظن أن هذا مختلف عن كلام أهل العلم وأفعال الصحابة والتابعين ! فالراجح أن الخليفة يتفق عليه أهل الحل والعقد
كذلك لدي سؤال أخي العزيز أنت ذكتر موضوع ثورة شعبية او انقلاب عسكري هل تعني أن كل دولة تخرج وتثور وتنصب خليفة خاصا بيها ام تخرج كل الدول وتثور وتهدم الحدود وتعل قيام خلافة وانه لا حدود ولا جوازات سفر بعد اليوم ؟
بالنسبة للسلطان ... إن الأصل هو أن يمارس المسلمون (كل المسلمون) حقهم وواجبهم في تنصيب الخليفة قال الله تعالى "وأمرهم شورى بينهم"، وعادة ما يتوجه الناس إلى فئة يعتبرونهم ممثلين عنهم ويأخذون برأيهم هؤلاء يسمون أهل الحل والعقد، يرضى الناس برأيهم واختيارهم، وهذه إحدى صور الانتخاب (وهذا ما قلته في كلامي: أو من خلال مجموعة تمثل المسلمين).
وفي هذا الموضوع فرّق الفقهاء بين نوعين من البيعة: بيعة الانعقاد وبيعة الطاعة .. إذ بيعة الانعقاد هي البيعة التي يُنصّب فيها الخليفة وتكون عادة من أهل الحل والعقد، وبيعة الطاعة تكون من عامة المسلمين تأكيداً على اختيار أهل الحل والعقد، ولكن الأصل أن تكون البيعة من الأمة مباشرة، والطريقة التاريخية لتنفيذ هذه البيعة هي عن طريق أهل الحل والعقد.
ويجب أن يشترط في أهل الحل والعقد أن يكونوا ممثلين عن الناس، أي أن الناس يسمعون رأيهم ويثقون بهم، فلا يقال عن جماعة معينة مهما كان عددهم أنهم أهل حل وعقد ما لم يمثلوا الناس، وهم عادة العلماء ومشايخ العشائر ومن يتوجه لهم الناس لحل مشاكلهم . لذلك فإن بيعة البغدادي ابتداءاً باطلة لأنها تمت من جماعة غير معروفة للناس ولا يمثلون الناس، فقد ورد في البخاري عن ابن عباس أنه قال: "من بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي تابعه تغرة أن يقتلا."
أما موضوع تعدد الدول .. فإن الخلافة عند الفقهاء: هي رئاسة عامة لجميع المسلمين في الدنيا لتطبيق الإسلام وحمله إلى الناس بالدعوة والجهاد. ولا يجوز تعدد الخلفاء لقوله صلى الله عليه وسلم:" إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما"، وقوله: "فوا ببيعة الأول فالأول". والواجب أن تكون دولة واحدة لكل المسلمين لا يفصل بينهم حدود كما هو حال المسلمين اليوم.
أما حسب السيناريو الذي وضعته، فإن المقصود فيه أن تبدأ في بلد واحد أو أكثر ثم تبدأ في التوسّع والتوحد حتى تعم بلاد المسلمين.
أرجو أن يكون وضح ما قلت.
مشكور على ردك وعلى إهتمامك
أما حسب السيناريو الذي وضعته، فإن المقصود فيه أن تبدأ في بلد واحد أو أكثر ثم تبدأ في التوسّع والتوحد حتى تعم بلاد المسلمين.
ألا تظن أن هذا السيناريو مشابه لسيناريو خلافة أبو بكر البغدادي ؟ مثلا إن انتفضت بلد وأقيمت خلافة ثم تتمدد حتى تعم بلاد المسلمين ! هذا يعني أن أهل الحل والعقد سيكونون من تلك البلد لأنه يصعب على الأمة إختيار أهل الحل والعقد وجمعهم في هذا الوقت خصوصا المشاكل الأمنية في بعض البلدان كذلك صعوبة التواصل ومعارضة الحكام والأمم المتحدة ووو
حقيقةً ... هذه من الأمور التي لا يمكن التنبؤ بها .. فهي تختلف من بلد إلى بلد، وحسب طبيعة أهله الفكرية. ولكن يجب أن ندرك نقطة مهمة .. الأمة الإسلامية أمة واحدة تحب الإسلام وتريد أن تُحكم بالشريعة (بشكل عام) .. لذلك فلن تكون هناك معارضة من المسلمين بشكل عام لأي توسّع محتمل لأي حكم إسلامي إذا رأى الناس فيه خيراً ..
ومن المؤكد أنه سيحصل مناوشات أو معارك بين أعوان الحكام والدولة المتوسّعة.
أما بالنسبة للأمم المتحدة و"المجتمع الدولي" فسيقفون بدون حراك خاصة إذا أتقنت الدولة الوليدة لعب السياسة وكيفية احراج الدول الغربية بالأعمال السياسية
قد أوافقك في بعض ما قلت لكن :
أما بالنسبة للأمم المتحدة و"المجتمع الدولي" فسيقفون بدون حراك خاصة إذا أتقنت الدولة الوليدة لعب السياسة وكيفية احراج الدول الغربية بالأعمال السياسية
لا اظن ذلك فبالتأكيد هم أول من سيقفون في وجهها وبالتأكيد الأمر سيكون عسكريا لكن بالعموم الحرب معهم قادمة لا محال وهذا من علامات الساعة ووعد النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سييبلغ ملكها ما زوي لي منها...) كذلك فتح روما "بلاد هرقل" وهو وعد النبي صلى الله عليه وسلم ، فهم لن يرضوا بالخلافة لانهم فصلوا الديمقراطية الزائفة وحقوق الإنسان الكاذبة للناس ولن يرضوا بغيره وكذلك عندما أعلنت خلافة أبي بكر البغدادي -لضرب المثال لا غير- وسيطرتهم على الموصل سرعان مابدأت الولايات المتحدة تعد التحالف وتجمع الدول ومحاربتها.
ما جعلني أقول أنه يمكن تحييد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أمران:
أنا أقرأ مؤخراً عن السياسة الدولية، وبالأخذ بعين الاعتبار طبيعة المصالح التي تسير الدول الكبرى والقوانين الدولية، وبفهم بالسياسة عميق، يمكن تعطيل الأمم المتحدة من التأثير على الدولة الوليدة.
الدول الكبرى هي التي تدير الأمم المتحدة وبالذات: أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، ويمكن إدخال ألمانيا واليابان إلى حلبة الدول الكبرى، وهذه الدول هي صاحبة أكثر تأثير على السياسة الدولية، وبفهم طبيعة شعوب هذه الدول، وطبيعة القيادة عندها، وبفهم مصالح كل دولة، يمكن ضرب قرارات تلك الدول، بحيث تستطيع الدولة الوليدة استغلال هذه الحالة لعزل الدولة الأولى (أمريكا) وإثارة العداء داخل معسكرهم.
في النهاية، سيحصل تدخل عسكري، ولكن في البداية يمكن استغلال الدهاء السياسي في تأخير هذا التدخل حتى تقوى الدولة وتصبح دولة كبرى قادرة على استئناف الفتوحات الإسلامية.
التعليقات