في زمن صار فيه الأداء أهم من الوجود، والابتسامة أهم من الصدق، والصورة أهم من المعنى… هل ما زلنا نعيش فعلا، أم أننا نمارس حياة مصممة للعرض فقط؟
نحن ننكر هشاشتنا عبر تمجيد الإنجاز.
ننكر وحدتنا عبر مشاركة الصور.
ننكر فراغنا الداخلي عبر ملء الشاشات بما لا يقال.
النكران لم يعد حالة نفسية، بل أصبح ثقافة.
ثقافة تعلمنا كيف نخفي، لا كيف نواجه.
كيف نجمّل، لا كيف نفكر.
كيف نرضي الآخرين، لا كيف نصغي لأنفسنا.
لكن السؤال الحقيقي هو:
هل يمكن بناء كرامة على أرضية النكران؟
هل يمكن للإنسان أن يكون حرا وهو يهرب من الحقيقة؟
هل يمكن للمجتمع أن يتطور وهو يرفض أن يرى نفسه في المرآة؟
أكتب هذا النص كدعوة للتفكير، لا للموافقة.
كصرخة رمزية في وجه ثقافة التجميل، لا كاتهام شخصي.
كمرآة فلسفية، لا كحكم أخلاقي.
فهل تعيش أنت بالوعي؟
أم أنك، مثل كثيرين، تعيش بالنكران… وتُتقنه؟
التعليقات