"هناك مسرحيات تعرض يوميًا بلا خشبة ولا ستار، أبطالها بشر عاديون، وجمهورها مجتمع بأكمله.
التصفيق فيها لا يعني النجاح، بل يعني الخداع.
يا للسخرية!
كم من شخص دفن نفسه حيا لأنه صدق أن التصفيق دليل على الإنجاز، بينما كان مجرد قناع يخفي وراءه خيانة كبرى."
النجاح المزيف: الوجه الآخر للخذلان
النجاح الحقيقي يُبنى على أساس متين: جهد، عقل، مراجعة، نقد. أما النجاح المزيف فهو مجرد ضوضاء، أرقام براقة، كلمات ثناء فارغة، أو تصفيق جماعي لا قيمة له.
- الموظف الذي يظن أن جائزة "أفضل موظف" ضمان لمستقبله.
- الكاتب الذي يظن أن كثرة الإعجابات تعني قيمة أدبية.
- السياسي الذي يظن أن التصفيق في المؤتمرات دليل على شرعية.
كل هؤلاء يعيشون في وهم، وحين يسقط القناع، يجدون أنفسهم في مقبرة الأوفياء الذين صدقوا أكثر مما ينبغي.
تجارب من الواقع
- الجوائز الوهمية: كم من مؤسسات تمنح شهادات وجوائز لا قيمة لها سوى التزييف، فيصدقها الأوفياء ويظنون أنهم ناجحون.
- التصفيق الجماعي: كم من قادة اعتبروا التصفيق في المؤتمرات دليلًا على الشرعية، ثم سقطوا حين واجهوا الواقع.
- الأرقام المزيفة: كم من مشاريع أعلنت نجاحات ضخمة، لكنها كانت مجرد سراب إعلامي.
أنا لا أعتبر التصفيق دائمًا دليلًا على النجاح، بل أحيانًا هو خيانة. أن تصفق لإنسان وأنت تعلم أنه لم ينجز شيئًا، يعني أنك شريك في خداعه. أن تصدق التصفيق دون مراجعة، يعني أنك شريك في دفن نفسك في مقبرة النجاح المزيف.
المجتمع يحب أن يبيعك صورة النجاح: صور براقة، كلمات ثناء، أرقام ضخمة. هذه الثقافة ليست بريئة، بل هي أداة للسيطرة.
- حين يطلبون منك أن تصفق، فهم يريدونك أعمى أمام الحقيقة.
- حين يطلبون منك أن تثق بالجوائز، فهم يريدونك تابعًا للسراب.
- حين يطلبون منك أن تؤمن بالأرقام، فهم يريدونك ضحية في مقبرة النجاح المزيف.
كيف نكشف النجاح المزيف؟
1. اسأل عن الجوهر: هل هناك إنجاز حقيقي وراء التصفيق؟
2. راجع الأرقام: هل هي مدعومة بأدلة أم مجرد دعاية؟
3. افضح التزييف: لا تكن شريكًا في خداع الآخرين.
4. كن وفيًا للعقل لا للتصفيق: النجاح الحقيقي لا يحتاج إلى ضوضاء.
النجاح المزيف ليس نجاحًا، بل خيانة. التصفيق قد يكون قناعًا يخفي وراءه مقبرة كاملة من الأوفياء الذين صدقوا أكثر مما ينبغي. من يثق بالتصفيق دون مراجعة يستحق أن يُدفن في تلك المقبرة، لأن الوفاء بلا عقل ليس وفاءً، بل خيانة للنفس.
التعليقات