لسنا نعاني من قلة الأفكار… بل من ضيق المساحات التي يُسمح فيها للفكر أن يتنفس.

في عالمنا العربي، لم تعد القيود دائمًا سياسية أو اجتماعية، بل أصبحت رقمية مؤسسية.

منصات كثيرة تطلب من المفكر أو الكاتب أن يمرّ عبر بوابات من “التوثيق” و”التحقق” و”السياسات” حتى يُسمح له بالكلام، وكأن الفكر يحتاج إذن دخول أو بطاقة هوية.

لا أتحدث عن الفوضى أو الخطاب الهدّام، بل عن الفكر الحرّ المسؤول — ذاك الذي يحاول أن يناقش ويطوّر ويُسائل الواقع دون أن يُكتم أو يُصنّف.

حين تُقيد المنصات هذا النوع من التعبير بذريعة “الأمان”، فإنها في الحقيقة تُفرغ الفضاء الرقمي من العقل، وتُبقي على الصدى فقط.

حرية التعبير لا تُقاس بعدد التغريدات المسموح بها، بل بقدرتك على التفكير دون إذن.

والفكر العربي لن ينهض ما لم نستعد حقنا الطبيعي في أن نفكر بحرية… دون أن يُطلب منا "صورة مع الهوية" لإثبات أننا موجودون.