"مشاعرنا التي عشناها هي زماننا كله"


التعليق السابق
ما كتبته يحتاج وقت للرد عليه، لأنه عدة أسئلة منطقية.
لكن أجيب عليها باختصار بوجهة نظري، فالمقال كله تأملي، وكل فكر يختلف عن الآخر.
ما ذكرته يقترب من معنى عميق في حياتنا؛ فالزمن في جوهره واحد، لكن شعورنا به يتبدّل بحسب ما في قلوبنا.
حين يواجه المسلم لحظات صعبة، فإن التسليم لله والرضا بقضائه، مع استحضار نعمه وشكره، يجعل تلك اللحظات أخفّ وأهون.
لذلك لا يتغيّر الماضي في ذاته، وإنما الذي يتغيّر هو نظرتنا إليه وشعورنا به كلما عدنا إليه من زاوية إيمان أوسع وقلب أكثر طمأنينة.
ويمكنك أن ترى ذاك الماضي القاسي نقطة جوهرية لبناء الحاضر، فتختلف نظرتك للماضي، ولا يختلف الماضي نفسه.

أرى أن ما ذكرتموه عن أثر المشاعر في الإحساس بالزمن صحيح، لكن يمكن النظر له أيضًا من زاوية مختلفة؛ فالزمن لا يتسارع ولا يبطؤ لذاته، بل نحن من نربطه بالمعنى. عند الفرح يمرّ سريعًا لأننا لا نريد خسارته، وعند الألم يطول لأننا ننتظر الخلاص. أي أن الزمن في حقيقته ثابت، وما يتغير هو وعينا بما نريده أو نهرب منه.

نعم الزمن ثابت لكن هناك مشاعر عشناها في طياته أخرته تارة وسرعته تارة أخرى

فمشاعرنا حلوها ومرها هي ما تذكرنا بالزمان الذي مضى وليس العكس

فالناس تهتم بما حدث وسيحدث في اليوم وليس باليوم نفسه

نعم الزمن ثابت لكن هناك مشاعر عشناها في طياته أخرته تارة وسرعته تارة أخرى… فالناس تهتم بما حدث وسيحدث في اليوم وليس باليوم نفسه.

أوافقك أن المشاعر هي ما يلوّن إحساسنا بالزمن، لكن من وجهة نظر أخرى: اليوم في ذاته قد يحمل قيمة حتى لو لم يُقرَن بحدثٍ أو شعور قوي. أحيانًا يكفي أن يكون هو النقطة الفاصلة في تقويمنا أو في تاريخنا الشخصي ليبقى حاضرًا في الذاكرة. فالناس لا تتذكر دائمًا ما شعروا به فقط، وإنما يتذكرون أيضًا "اليوم نفسه" عندما يصبح علامة، سواء لحدث وُلد فيه أو لقرار غيّر مساره.

لا يتذكر الإنسان فراغاً بل حدث

لذلك يتم تذكر هذا اليوم لحدثٍ حدثَ سواء حمل خيراً أو شر فنحن من أحدثنا وليس الزمان

وجهة النظر التي احتملتها أنت ماهي إلا حدث لشخص آخر سُجلت في هذا الوقت

اشكرك على ردودك فقد فتحت لي أفكار جديدة


ثقافة

مجتمع لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية، والاجتماعية بموضوعية وعقلانية. ناقش وتبادل المعرفة والأفكار حول الأدب، الفنون، الموسيقى، والعادات.

105 ألف متابع