اليوم أكثر من أي وقت مضى يتم الترويج لفكرة أن الرجل الغني والناجح لا يتزوج إلا مرأة فائقة الجمال، وأن على المرأة التي تريد الحصول على زوج جيد أن تنفق وقتها ومالها كله على تحويل نفسها إلى مرأة لا تقاوم جماليا، عليها أن تسعى إلى روتينات البشرة والبوتوكس والفيلر والفينير وغيرها من موضات التجميل، حتى تفرض وجودها في سوق الرجال .
سوق الرجال؟ وش هذا الكلام؟
نعم المرأة والرجل تحولا في الحداثة إلى أسواق تباع وتشتري فيها بمعايير معينة، سوق عملة الرجل فيه هي الجيب، وعملة المرأة هي الجمال الجسماني، فقد تحول الجمال إلى عملة اجتماعية يقابله تحويل المال إلى رأسمال اقتصادي، هو نتاج بنيات اجتماعية لا علاقة له بالطبيعة.
في هذا السوق المرأة تُختزل إلى جسد وجمالها يُقاس بمعايير ذكورية، بينما الرجل يُقاس بما يملك من موارد.
وبدلك تحولت تلك العلاقة بين الرجل والمرأة إلى مقايضة طبقية، فالجمال هو السلعة التي تقدمها المرأة والمال وسيلة شراء تلك السلعة لكن الرجل ليس سلعة بل هو مُقيم السلعة وصاحب الاختيار ، وهكذا تم تحويل جسد المرأة إلى مجرد جزء من الاقتصاد المنزلي والجنسي ، إذا كان جمال المرأة يرشحها للحصول على رجل جيد ، فمال الرجل المال لا يشتري الجمال فقط، بل إمرأة جيدة جميلة، عاملة منزلية، لعدد غير متناهي من الأعمال، والأهم أنه يشتري الزمن والخصوبة والرعاية، لأنه يشتري الشباب والجمال والصحة معا
هذا التصور فرض على النساء أن يستثمرن في شكلهن ليبقين مرغوبات، بينما أعطى الرجال حرية الشكل والمظهر والسن والصحة، لأنهم يُقيمون على أساس نجاحهم المادي فقط، لذلك حتى تلك الجميلة الفاتنة، يمكن أن تتزوج رجل لا يغسل أسنانه و يتجول في البيت بنيلا حمالات دون أن يحاسبه أحد على لبسه أو ريحته أو شكله، بحجة أن الرجل لا يعيبه شيء إلا جيبه.
في رأيك هل المال والجمال هنامعايير طبيعية وأخلاقية ؟
التعليقات