ردا على من يخاف الإنجاب في هذا الزمان

13

أعتقد أن الأمر في نهاية حرية شخصية صديقي خالد، من أراد أن ينجب فقد فاز، ومن لا يريد الإنجاب فأعتقد أن لديه أسبابه ولا يفعل شيئا خاطئًا، إنه لا يقتل أحدًا، ولا يظلم أحدا، ومعظم هؤلاء الذين يرفضون الإنجاب أو يؤجلونه أسبابهم نفسية بحتة ليس خوفا من الفقر أو الأسباب الاقتصادية، بالعكس معظم من ينجبون أطفال كثر هم الفقراء تحت خط الفقر (ولذلك أسباب يمكننا أن نذكرها في نقاش آخر).

أما من لا يريدون الإنجاب فلديهم أسباب نفسية، أتفق معك ان بعضها هربًا من المسؤولية وربما بعضها أسباب حقيقية تجعله غير مستعد للإنجاب، لكن لدي سؤال أسأله لنفسي كثيرا وأريد أن أسأله لك بصدق يمكنه أن يؤثر في هذا الطرح ..

ألم ترَ من قبل عائلة تعيسة وممزقة، وتمنّيت بداخلك لو أنهم لو ينجبوا ذلك الطفل الذي بينهم؟ لأنك تجزم أن هذا الطفل سيعاني بكل تأكيد.

انا ابن لعائلة مفككة وتعيسة، وبالرغم من ذلك فانا ممتن لوجودي بينهم، لاني حصلت على فرصة لاكون إنسانا مكرما من خلق الله تبارك وتعالى، المعاناة في هذه الحياة جزء منها يا عزيزي، ولا يوجد من يولد ويموت دون ان يعاني، لم تكن المعاناة يوما سببا في العزوف عن الزواج.

اما بالنسبة للاسباب الشخصية فلا مشكلة لي معها، انا هنا اناقش فكرة عامة تغزوا عقول الناس في هذا الزمان، فكثيرا ما تجد ميسور الحال لديه كل مقومات الحياة الطبيعية، لكنه يرفض الزواج بسبب هذا المعتقد الفاسد، هؤلاء هم محور مقالي، لا تريد ان تنجب لاسباب شخصية لا باس، لكن لا تفترض اسبابا عامة وافكارا فاسدة لطي تبرر رغبتك في عدم تحمل المسؤولية رغم قدرتك عليها، وانا هنا لا اوجه الكلام لك بل لهذا الصنف من الناس.

فحتى لو كنت كذلك، فليس الكل سيفكر مثلك، هناك من سيلعن أهله وينبذهم فقط لأنهم جعلوه يعيش معاناة لم يختارها.

فكثيرا ما تجد ميسور الحال لديه كل مقومات الحياة الطبيعية، لكنه يرفض الزواج بسبب هذا المعتقد الفاسد

إذا كان ميسور الحال ولايعاني من مشكلة نفسية أو أسباب تجعله يتبنى مبدأ اللاإنجابية كحالات استثنيتها من مساهمتك، فلماذا سيؤيد عدم الإنجاب؟!


ثقافة

مجتمع لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية، والاجتماعية بموضوعية وعقلانية. ناقش وتبادل المعرفة والأفكار حول الأدب، الفنون، الموسيقى، والعادات.

105 ألف متابع