واحدة من المغالطات التي قد نغرسها في طفلنا بدون وعي هي مغالطة “العدالة الكونية”...نحن نرسخ هذا المبدأ الخاطىء داخل طفلنا في كل مرة نربط سلوكه الحسن بمكافأة؛ وفي كل مرة نعود على سلوكه السيء بعقاب (مبدأ الثواب والعقاب).

بنظرة سطحية سريعة قد تبدو لنا هذه المغالطة كوسيلة جيّدة لتربية الأطفال على القيم والمبادىء، فنحن نحث الأطفال من خلالها على فعل الخير ونمنحهم الأمل والتوجيه، كما نساعد الأطفال على استيعاب أن سلوكهم السيء له عواقب، ونشجعهم على تجنب السلوك غير المهذب.

لكننا لو نظرنا نظرة أعمق لهذه المغالطة سنرى نتائجها تظهر في وقت لاحق من حياة الطفل، وهي: أنه عندما يخسر في الحياة أو تغلبه المشاكل..قد يبدأ بالتشكيك في ذاته فيعتبر نفسه شخص سيء وغير صالح، أو سيفقد إيمانه في كل القيم التي تربى عليها ظنّاً منه أن منظومة القيم كاذبة بشكل عام.

والعكس صحيح كذلك، لو نجح الشخص في عمله وهو يؤمن بمبادىء العدالة الكونية؛ قد يغفل عن دراسة أسباب النجاح الفعلية، لأنه سيظن أن سبب نجاحه أنه شخصياً شخص صالح، وهذا النجاح ما هو إلا انعكاس لصفاته الخيرة والصالحة.

برأيك كيف يمكننا أن نوّفق بين: توجيه طفلنا للسلوك الحسن، وفي نفس الوقت نتجنب معاملتهم بمبادىء العدالة الكونية التي تظهر بشكل فعلي في أفعال (الثواب والعقاب)؟