أتذكر في بداية حياتي المهنية، قال مديرنا لإحدى زميلات العمل"لا تتحدثي في شيء تظني بأنك تفهيمنه ولكن في الواقع لا تفهمي منه سواء القليل" ربما لهذه الجملة وقعًا كبيرًا عليّنا كموظفين. فكم مرة أدعينا بأننا نستطيع استخدام هذه البرامج التقنية كوننا شاهدنا فيديو حول استخدامها؟ وربما ذات يوم ظننا بأننا نستطيع إصلاح هذا الراديو القديم لمجرد أننا رأينا شخص ما استطاع إصلاح مثل هذه الأجهزة!

 هذا ما يُدعى في علم النفس ب وهم الفهم العميق (The Illusion of Explanatory Depth) فقد نميل إلى الاعتقاد بأننا نعرف ونفهم موضوعًا ما أكثر مما نعرفه ونفهمه بالفعل. ربما نجده بشكل أكبر عند التحدث عن المفاهيم والأنظمة المعقدة التي بحاجة إلى حل.

حسب علماء النفس، فإنّ وهم الفهم العميق ينشأ نتيجة الإلمام السطحي بالمفاهيم العامة دون التعمق بها، فضلًا عن غياب الممارسة العملية و الشعور الزائف بالخبرة قد يدفعنا إلى نظن أنفسنا بأنّ نمتلك المعرفة التامة بل خبراء ومتخصصين بهذه المفاهيم أو المواضيع المختلفة.

ونتيجة لوجود مثل هذا الوهم لدي البعض منا إن لم يكن الكثير منا؛ أردت أن نتناقش كيف نتغلب على هذا الوهم والكشف عن معرفتنا الحقيقية بدلاً من الاعتماد على ثقتنا المفرطة في أنفسنا وفي المعرفة التي نمتلكها؟