"كل ما علينا أن نقرره هو ما الذي سنفعله بالوقت الذي لدينا."
وضع الإغريق القدماء مفهومين لقياس الزمن، الأول هو كرونوس "chronos" والمقصود به قياس تسلسل الزمن (منها كلمة Chronology) أي دقائق وأيام وأسابيع، أما الثاني فهو الكايروس "Kairos"، ويمثل مفهوم "الزمن العميق" أو "الفرصة المناسبة" وتجسديه في الأسطورة الإغريقية بأنه إله الفرصة المناسبة.
أغلبنا يعيش فيما يعرف بالكرونوس، أي كل تفكيرنا هو القلق من الزمن والقلق بشأن الخطط لإنجاز أهداف محددة وتكديس المهام وغيرها، خوفًا من ضياع الوقت، في حين أننا نتغافل عن سؤال مهم: هل هذا الوقت مناسبًا لتلك الخطة؟ هل هذا المجهود يقابله نتيجة مؤكدة، أم هو استمرار في خطة بتأثير الضغط دون هدف؟
الوقت هو أثمن ما نملك، وعليه فاختيار كيفية الاستفادة منه هي ضرورة قصوى، فمثلًا عندما نضع خطة لمدة زمنية غالبًا ما يكون تركيزها على تحقيق أكبر كم من الأهداف دون التساؤل عن أهمية تلك الأهداف في الوقت الحالي، وهنا يمكن اللجوء لبعض الأسئلة التي تعكس أهمية الهدف: هل هو مهم وعاجل ويتيح لي حرية أكبر لاحقًا؟ هل استثمار الوقت في هذا الهدف هو أفضل فرصة حالية؟ لو أنني أمام احتمالات مختلفة هل سأختار نفس الهدف مجددًا؟
جزء من مفهوم الكايروس هي اللحظة التي يتوقف فيها الشعور بالزمن والحضور في الواقع دون تشتت أو قلق، منها لحظات اليقين بأننا أخيرًا نقف على أرض صلبة، أو تلك "الفرصة" هي فعلًا ما يناسبنا بالضبط، أو لحظة إدراك أن مجهودنا كله كلله نجاح في تلك اللحظة، فهل عايشتم لحظات من الكايروس سابقًا؟
التعليقات