في مشهد يُجسد النفاق بأبشع صوره، تُحاصر الدبابات مستشفى لتختطف طبيباً، وتُعدِم آخرين بدمٍ بارد. هذا هو الوجه الحقيقي للحضارة التي يزعمون أنها رمز الحقوق والإنسانية. الحضارة الغربية التي يتغنى بها البعض بأنها حامية الحقوق، والداعية للمساواة، لا تُطبق ما تنادي به إلا حين يخدم مصالحها.

المرأة والطفل، الحقوق والإنسانية، تُرفع شعاراتٍ براقة في المؤتمرات والمنتديات، لكنها تتحطم أمام مصالحهم وأطماعهم. هم يدعون إلى حماية حقوق الإنسان، لكن الإنسان هنا يجب أن يكون منهم، أما الآخر، فلا حقوق له ولا حرمة.

هذا المشهد المؤلم يكشف حقيقة واضحة: ليست الحضارة في الشعارات، ولا في المؤتمرات، بل في التطبيق والعدل. الغرب الذي يريد من المسلمين أن يتبنوا "قيمه"، يثبت يوماً بعد يوم أنه يطبقها بشكل انتقائي. الحقوق ليست للجميع، بل لهم وحدهم، أما الباقون فمصيرهم التهميش، القمع، أو حتى التصفية.

لقد سقط القناع، وبانت الحقيقة. الحقوق التي يتشدقون بها ما هي إلا خدعة، وسياستهم قائمة على الكيل بمكيالين. لنخاطب أنفسنا والعالم بالحقائق، ولنكن واعين أمام هذه الممارسات الظالمة التي تُبرز التناقض الصارخ بين القول والفعل