الكذب ظاهرة إنسانية مكروهة من الجنسين ، لكن هناك فرق شاسع بين كذب الرجال والنساء يثير الدهشة والاستغراب. هذا الاختلاف الجوهري ليس مجرد إشاعة أو افتراض أو تحيز ذكوري ، بل حقيقة علمية مدعومة بالأدلة والبراهين.فالرجال، في كذبهم، يميلون إلى المبالغة والتفاخر. كذبهم غالباً ما يكون مباشراً وواضحاً، يهدف إلى تضخيم إنجازاتهم أو إخفاء أخطائهم. فترى الرجل يكذب عن عدد علاقاته السابقة، أو حجم راتبه، أو مهاراته في الرياضة.كذبهم واضح جدا ، يسهل اكتشافه، ويصاحبه توتر ملحوظ وتغيرات في نبرة الصوت ولغة الجسد.
أما النساء، فهن يتفوقن في فن الكذب بطريقة تفوق الخيال.
كذبهن أكثر تعقيداً، دهاءً، وصعوبة في الاكتشاف. إنه فن متقن، استراتيجية بقاء تطورت عبر آلاف السنين .دعونا نغوص في أعماق هذه الظاهرة المحيرة، مستكشفين أبعادها وتجلياتها في الحياة اليومية.
-أولاً: البراعة الفائقة في اخفاء الكذب :
تمتلك المرأة قدرة استثنائية على إخفاء علامات الكذب، متفوقة بذلك على الرجل بمراحل.فعندما تكذب، لا تظهر عليها أي من العلامات التقليدية كارتعاش الصوت أو تجنب النظر في العيون.
أمثلة:
1. زوجة تخون زوجها وتنظر في عينيه مباشرة وهي تخبره أنها كانت في اجتماع عمل طارئ.موظفة تكذب على مديرها بشأن سبب تأخرها في إنجاز مشروع هام ، وتبدو واثقة تمامًا دون أي تردد في صوتها.
2. طالبة تكذب على أستاذها بشأن سبب غيابها عن الامتحان، محافظة على ثبات نبرة صوتها وتعابير وجهها.
4.سيدة أعمال تكذب في مفاوضات تجارية حول أرقام وإحصائيات هامة،
دون أن تظهر أي علامات توتر أو قلق.ثانيًا:
التبرير الذاتي المتقن :
-فالنساء لا يصدقن أكاذيبهن بالضرورة، بل يبررنها لأنفسهن ببراعة فائقة و يتم عقلنته .فالمرأة تقنع نفسها بأن كذبتها هي الخيار الصحيح والأخلاقي، مما يجعلها تبدو صادقة تمامًا أثناء الكذب.أمثلة :
1.امرأة تكذب على صديقتها بشأن مظهرها قبل ذهابها إلى حفل عرس ، مبررة لنفسها أنها تخشى أن تحرجها .
2. أم تخفي الحقيقة عن أطفالها بشأن الصعوبات المالية للعائلة، مقنعة نفسها أن هذا لحمايتهم من القلق والتوتر و حتى لا يشعرون بأنهم أقل من أقرانهم.
3. موظفة تكذب على زميلتها حول وجود فرصة ترقية، مبررة لنفسها أنها تحافظ على روح المنافسة الشريفة في العمل معها .
4. فتاة تكذب على والديها بشأن ذهابها للجامعة بينما هي تترنح في المقاهي ، مقنعة نفسها أنه من حقها أن تستمتع كباقي البنات.ثالثًا: الأساس البيولوجي للكذب الأنثوي :
يكمن سر هذه القدرة الفائقة في التكيف البيولوجي للمرأة. فقد طورت المرأة، عبر آلاف السنين، آليات دفاعية متقدمة للبقاء وحماية نسلها. ومن بين هذه الآليات القدرة على تعديل الحقيقة عند الضرورة لتتناسب مع موقفها الحالي.أمثلة :
1. امرأة في العصور القديمة تكذب على غريب خطير لحماية أطفالها من التهديد المحتمل.
2. امرأة حديثة تكذب في مقابلة عمل لتأمين وظيفة أفضل لإعالة أسرتها في ظروف اقتصادية صعبة.
3. أنثى في مملكة الحيوان تخدع الذكور المنافسين لحماية صغارها من الافتراس.
4.امرأة تكذب على الاب و تغطي على انحراف الإبنة لتجنب الصراع وتحافظ على تماسك الأسرة .
رابعًا: غياب الشعور بالذنب :
-عند اكتشاف كذبها، لا تشعر المرأة بالذنب كما يفعل الرجل عادة. بل على العكس، تعتبر نفسها ضحية وتنقلب على من كشف كذبها بهجوم مضاد.أمثلة :
.زوجة يكتشف زوجها كذبها بشأن إنفاقها الزائد على التسوق و أشياء غير أساسية. فتتهمه بالتجسس على حساباتها الشخصية و انتهاك خصوصياتها.
. طالبة يتم ضبطها وهي تغش في الامتحان، فتتهم المعلم بالتحيز ضدها وعدم الإنصاف في التقييم.3.موظفة يكتشف مديرها كذبها حول ساعات العمل الإضافية ، فتدعي أنه يضغط عليها بشكل غير عادل ويستغلها.
. امرأة يكشف أصدقاؤها كذبها حول عائلتها و قيمتها الاجتماعية، فتتهمهم بالتنمر والتمييز الطبقي ضدها.
فبينما يسعى اليسار و طليان العلم و الثقافة الشعبية السائدة و الإعلام النسوي جاهدين لرسم صورة ملائكية للمرأة، تأتي الدراسات العلمية والأبحاث الرصينة لتكشف النقاب عن حقيقة مختلفة تمامًا.إن هذا السلوك المتأصل في الكذب والخداع ليس مجرد عادة مكتسبة أو تأثير اجتماعي عابر. بل هو جزء لا يتجزأ من التكوين البيولوجي للأنثى، متجذر في أعماق غرائزها وبرمجتها الجينية. إنه سلاح تطوري صقلته آلاف السنين من الصراع من أجل البقاء.فكما أن الأفعى تلدغ والعقرب يلسع، تكذب الأنثى. إنها ليست مجرد عادة، بل هي غريزة أساسية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا ببقائها وبقاء نسلها. وكما أن الطاووس لا يستطيع إخفاء ريشه المتألق، لا تستطيع المرأة كبح جماح هذه الغريزة المتأصلة في أعماقها.
التعليقات