عقلنة المشاعر أو "الفكرنة" هي آلية دفاعية، حيث نقوم بتحليل مشاعرنا بدلًا من الشعور بها. قد نرى هذه الطريقة وسيلة للتكيف مع ألمنا العاطفي، لكنها في الواقع تؤدي إلى الانفصال عن مشاعرنا الحقيقية وقمعها. على الرغم من أن التفكير في المشاعر قد يمنحنا إحساسًا بالتحكم، إلا أنه يمنعنا من معالجة تلك المشاعر بطريقة صحية.

على سبيل المثال، إذا وجدت نفسي أبرر مشاعري دائمًا بدلًا من قبولها، فهذه علامة على أني أنجرف في الفكرنة. لنتصور لو لدي بعض مشاعر الحزن والتي تؤثر علي بشكل كبير، ثم أبدأ بتبرير الشعور، بأنه لا يجب أن أحزن وأنه ليس منطقيا، بدلا من مواجهة الشعور نفسه والتعامل معه، والبحث خلفه لنتمكن من معالجة الشعور والتحرر منه نهائيا بدلا من كبته وقمعه فيعود مرة أخرى في كتلة من المشاعر السلبية.

إحدى الطرق الفعالة والتي جربتها للتغلب على الفكرنة هي تعلم احتضان المشاعر بشكل مباشر من خلال ممارسات مثل اليقظة الذهنية، وهذه التقنية أتاحت لي ملاحظة مشاعري دون الحكم عليها أو محاولة تحليلها، بالإضافة إلى ذلك، ممارسة التعاطف مع الذات وهو أن أعامل نفسي بلطف وتفهم، تمامًا كما أتعامل مع أصدقائي المقربين، وهذا يساعدني على قبول مشاعري بدون الحاجة إلى قمعها أو تفسيرها، بالضبط مثل الصديق الذي يأتي إليك ويتحدث بحثا على الاستماع وليس عن الحلول.

ماذا عنكم كيف تتعاملون مع مشاعركم؟