إن لي صديق كلما أمضيت وقتاً معه أشعر بجو من التعاسة وحزن كبير يتساقط علي، وعندما أسأله لماذا كل هذا الحزن؟

يجيب ظروف صعبة وحياة متعبة وآمال مدمرة وأحلام مكسرة، ومالفائدة من السعادة لن يتغير شيء.

هذا الشخص ليس الوحيد الذي يلبس عباءة التعاسة والحزن في حياته، فلقد أصبحت نهجاً متبعا بين كافة الناس، فلا ترى منهم من يسعد أو يرضى بحياته ويسعى للأفضل.

صحيح أن الظروف التي نعيشها صعبة على معظم الناس، لكن هل نطفئ النار بالنار؟

فتعاسة المرء تؤدي إلى فقده لشغفه في استكمال حياته وتثقل كاهله بالمزيد من المتاعب التي تزيد على حياته الطين بلة كانغماس في فعل المحرمات كالإدمان وأمور عديدة آخرى وصولا إلى إنهاء حياته بنفسه...

من يظن أن الفرق بين كونك تعيسا أو كونك متفائلاً (أو على الأقل راض عن حياتك) لا شيء، فاسمحلي أن أخبرك أن الشعور هو المحرك الأساسي للإنسان كالسيارة إن كان وقودها رديئا لن تستطيع القيام بعملها على أكمل وجه عكس الوقود الجيد التي ستدفعها للقيام بكامل استطاعتها والإنسان ينطبق عليه ذات الأمر.

فالنظرة الإيجابية لما تمر به تعد الدافع لاستكمال العمل وربما تستطيع الخروج من ظروفك الصعبة.

من الطرق التي أقوم بها ليهدأ رأسي وهي أن أنظر لكل ما يحدث لي وكأنه حكمة أسعى لفهم مغزاه ودرس لأتعلمه على قدر إستطاعتي.

أعلم أن الله عز وجل هو أعلم مني ومنك يكتب لنا الخير في أي أمر يحدث لنا فهو رحيم بعباده وعادل في أوامره، والله لا يبتلي إلا من يحبه ليقربه منه ويطهر عبده من ذنوبه.

أتركك مع هذا الحديث العظيم :

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

<<"إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم؛ فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فعليه السخط">> (رواه الترمذي)

الخلاصة:

ابتسم رغم الظروف فعملك وعائلتك وحياتك لن تتحسن وأنت عابس.

ما رأيك في التعاسة والحزن؟ ما الذي تفعله للقضاء على هذا الوحش أو تقلله على الأقل؟

وفقكم الله.