جزء بسيط من قصة اكتبها "اتمنى تقييمك كقارئ مثقف"


مجموعة نصائح غير مرتّبة بشكل كامل، وإنما انطباعاتٌ عامة بناءً على تجاربي بكتابة القصّة التي أعتبرها شغفي:

  • لا تبدأ قصّتك بشخصيات تتأمل البحر، أو الشاطئ، أو أي شيء. لو شئتَ أن تأخذ بنصيحتي بإخلاص فإيَّاك وأن تكتب شخصيات متأمّلة في أي قصة، لكن حتى ولو لم تشأ التشدّد بهذا النهج (الذي أتّبعه شخصياً) فإياك أن تفتتحها بمشهدٍ كالذي أعلاه. السبب المختصر هو أن أول 5 ثوانٍ للقارئ مع قصتك هي أثمن ثوانٍ لك معه، فعليك أن تستغلّها أيما استغلال في شَدِّ انتباهه بمشهدٍ مبدعٍ ومثير وممتع، والتأمّل هو عكس كل هذه الأشياء.
  • لا تبدأ أي مشهدٍ في قصّتك باستهلال أو "حشوٍ" لا يخدم موضوعه الرئيسي. لو كنت تُبدِّل القنوات على التلفاز وصادفتَ فلماً يبدأ بـ30 من أمواج البحر والرياح ومشهد سفينة في البحر عليها أشخاص منغمسون بالتأمّل، فسوف تُبدِّل هذه القناة خلال دقائق، قبل أن تعرف شيئاً عمَّا يحصل في الساعتين التاليتين، وللأسف فإن المبدأ نفسه ينطبق على القصص. لا شك أن لقصّتك موضوعاً مهماً، وانطباعي ممّا قرأتُ أن له علاقة ببرّ الوالدين ومعاناة الناس معتّري الحال. يجب أن تكون هذه الموضوعات والأحداث المرتبطة بها هي محور قصّتك، لكن بدلاً من ذلك فإن القارئ يتعثَّر بأوصاف طويلة يفترض أن تبعث على الحياة في مشهد القصة لا أن تكون محورها.
  • لا تكتب حواراً لا يخدم القصة، أو بالأصحّ: احذف هذه الحوارات، لأن كل كاتبٍ يبدأ بها بعقله اللاواعي. حديثنا في الحياة اليومية فيه تكرارٌ لا يُطَاق إن استنسخناه في الكتابة، تخيَّل مشهد فلمٍ يتقابل فيه شخصان: "أهلاً فلان"، "أهلاً بك"، "كيف حالك اليوم؟"، "الحمدلله، وأنت؟" - سوف يكون أسوأ مشهدٍ في التاريخ. للأسف فإن جملة مثل: "شردت عنك ولم أنتبه إليك......" ليست مفيدة، لو كنتَ حريصاً على أن تُثْبِتَ ان الشخص كان شارداً فاستعض عن كل هذا الحوار بشيء مثل: رفع رأسه وقال:"ماذا؟"، أو "أقلتِ شيئاً؟"، فهذا الإيجاز أيسر للقارئ وأبلغ للغة.
  • لكن النقطة الأهم هي ألا تملئ الحوار بحشوٍ قبل الوصول إلى الفكرة الرئيسية: لماذا تتحدث هذه الشخصية إلى "أدهم"؟ ماذا سوف نكتشف من هذا الحوار؟ يجب على كل حوار في القصة إما أن يُقدِّم معلومةً جديدةً للقارئ أو يصنع تقدماً بالحبكة (والتقدّم بالحبكة أفضل دوماً).
  • مثال فعليٌّ مما قرأتُه أعلاه: شخصياً، أول سطرٍ في القصة لفتَ انتباهي هو ذكر اللقاء في طابور ختم الجوازات، فهو أول لحظةٍ في القصة كانت فيها معلومة فعلية تشدّ انتباه القارئ. برأيي، يجب أن تكون الجملة الأولى، أو أن تفتتح القصة بشيءٍ مثلها. لماذا لا نبدأ مباشرةً من ذلك الطابور، ومن مشهد الوالد المسنّ وهو يفترش الأرض؟ هذه بداية أفضل بكثير، سوف تجذب انتباه الناس وتعاطفهم وتشوّقهم ليعرفوا ما سوف يحصل. والسؤال الكبير لك هنا كمؤلّف: لماذا تؤجّل جوهر قصّتك هذا، وتُخْفِيه بين أوصافٍ طويلة لشخصيات تستذكر الموضوع الدَّسم في المشهد، بدلاً من أن تفتتح قصّتك بالموضوع الدسم؟ هذه القرارات هي جوهر فن كتابة القصة، وعليك أن تُخطِّط دوماً لقصتك ومشاهدكم بحيث أن تتمحور حول المفيد والمهم.

ثقافة

مجتمع لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية، والاجتماعية بموضوعية وعقلانية. ناقش وتبادل المعرفة والأفكار حول الأدب، الفنون، الموسيقى، والعادات.

99.3 ألف متابع