نسمع كثيرًا مصطلح ال open-mindness أو الانفتاح، وأعتقد أن كل شخص يتأثر بهذا المصطلح وفقًا لمفهمومه الشخصي عن الانفتاح، وهذا هنا سببه أن التحيزات التأكيدية لدى كل شخص تختلف عن الأخر.
فمثلًا لنتحدث من واقع الحياة، نجد أنفسنا في مواقف كثيرة جدًا تحتاج إلى اتخاذ قرار، فأول ما يتبادر إلى أذهاننا، هي مواقف مررنا بها من قبل تشابه هذا الموقف، فنسرع على أساسها لاتخاذ القرار، ولكن السؤال هنا، هل هذا هو القرار السليم؟
للإجابة عن هذا السؤال دعنا نفكر قليلًا في موضوع التحيزات الفكرية، لماذا نتصرف على أساسها؟ أولًا تحيزاتنا الفكرية تمنحنا شعور بالثقة في النفس، كأن أقول" أنا فعلت ذلك قبلًا ومتأكدة من نجاحه" فيجعلني هذا أشعر بأن ذلك هو القرار السليم. تحيزاتنا الفكرية معتمدة أصلًا على عواطفنا ودعمنا لبعض الأمور الشخصية، مثلًا جملة أن شعب دولة معينة يكره التعامل مع الأجانب، فإذا سافرنا لهذه البلد، أول ما سيأتي لأذهاننا هو التعامل بحرص وربما بعض الدفاعية إذا حاول أحدهم التقرب إلينا، لأن في عقلنا هذا الشخص حتمًا غير لطيف.
هناك أيضًا التحيز الفكري المبني على ما أنفقته من جهد أو مال في مشروع معين مثلًا، فيأتي شخص من المهتمين لمشروعي لينصحني بتوجه مشروعي لسوق جديد لأن هذا هو المطلوب الآن، فأجد نفسي أشعر بالهجوم، وأتصرف بشكل دفاعي، أنني صرفت كثيرًا من المال في هذا الإتجاه، ربما أعلم جيدًا أن ما يقوله صحيحًا ولكن شعوري بما أنفقته يجعلني أتحيز أكثر لرأيي وأبادر بذكر أي أسباب تدعمه حتى ولو لم تكن واقعية.
الأمر الذي يجعلني أفكر هل في كل مرة نتخذ قرارات في أمر ما، هل نعي جيدًا تلك التحيزات؟ هل نجلس مع أنفسنا ونواجهها بصراحة، إن كانت قرارتنا مبنية على أمور شخصية، عنصرية لأمر ما، عواطف، مشكلات سابقة تعرضنا لها أو فقط لأن ذلك يقوي ثقتنا بأنفسنا؟
التعليقات