حقيقة إذا فكرت أنت من أنت؟
من أنت؟
من أنت سؤال فلسفي، مثله مثل سؤال؛ من أنا؟ أين نحن ذاهبون؟
حتى أنا اجابته تختلف من فلسفة إلى فلسفة أخرى، فمثلا اجابته في الفلسفة الانسانية قد تختلف عن الحتمية وهلم جرا
ناهيك بأن الاحابة متغيرة مع الوقت.
بالنسبة لي أنا شخص انطوائي نوعًا ما، متقلب المزاج وفضولي، محبوب من عائلته، يسعى لتحقيق أهدافه، تحققق بعضها ولم يتحقق البعض الآخر، لكني لم أفقد الأمل كوني متاكد بأنه سيأتي يومًا ما وأحقق كل ما ارتأيه.
مرّة أعددت مقالاً عن الأمر للجامعة، كنت أكتب وأتدرّب على الإنجليزية وكان هناك طرح مشابه، وهو كيف عرّف الذات، أو كيف يرون الفلاسفة ذواتهم، وسأذكر لك بعضاً من إجاباتهم التي دوّنتها في مقالي ولكن بشكل مقتضب، تثيرني هذه الاسئلة فعلاً، فمثلاً سقراط يرى الأمور بشكل غريب، فهو يعتقد أن الذات عقلانية في الأساس وقال إنه يمكننا التعرف على أنفسنا من خلال فحص أفكارنا، تخيّل وأنت تقوم بالتعرّف على نفسك! هذه الفكرة كانت غريبة جداً بالنسبة لي ولليوم تثير استغرابي، أن تكون أنت لا تعرف أنت. أما أفلاطون يعتقد عكسه، يعتقد أن الذات غير مادية في الأساس وقال إن الروح خالدة وأنها موجودة بشكل مستقل عن الجسد ولا يمكن معرفتها بسهولة وحوارات وتأملات عادية.
ديكارت قال إن الشيء الوحيد الذي يمكننا أن نعرفه على وجه اليقين هو وجودنا، لأننا نستطيع أن نكون على يقين من أننا نفكر.
وبالعموم أنا حين أفكّر بمن أنا، أشعر بأنّ هذه الإجابة هي تتلخّص بما يمكن فعلاً أن يبقى منّي بعد الموت، ما يمكن أن أحمله معي بعد الموت، هذا بالطبع ما يجسّدني، أو هكذا أرى الأمور على الأقل.
أعتقد أنه ليس هناك من يعرف نفسه حق المعرفة إلا نادراً جداً. لأنك لكي تعرف نفسك حق المعرفة فلابد أن تعرف علاقة نفسك بكل من حولها من حجر وشجر وأرض وسماء وفوق كل ذلك علاقة نفسك بربك. يقولون: من عرف نفسه فقد عرف ربه. وهل أحدنا يعرف ربه حق المعرفة؟!! أعتقد لا؛ وذلك لأننا لم نعرف أنفسنا بعد. أنا نفسي أحيانأً أستغرب جداً مني لأنني أنا الآن ليس مثلي بالأمس! هذه حقيقة صعبة على النفس وذلك على حد وصف العقاد:
إنــي حــسـبـت حـيـاتـي غـيـر واحـدة ............... مــن التــغــيــر مــن حـال إلى حـال
التعليقات