أود البدء في مشروعي التجاري الخاص قريبًا إن شاء الله، وارتأي حقًا شحذ عقلية رواد الأعمال، كيف يفكرون؟ كيف ينظرون للأمور؟ ولا سيما بأنني سمعت ذات مرة بأن اظهار عقلية رواد الاعمال ليس بالضرورة أن نكون رواد أعمال لذا فضلا كيف اكتساب و تطوير عقلية ريادة الأعمال حتى أتمكن من بناء مشروع تجاري ناجح؟ وما هي خصائص تلك العقلية؟
عقلية رواد الأعمال، كيف يمكنني اكتسابها و تنميتها؟
أتمنى لك التوفيق والسداد في مشروعك الجديد. فإنه من الجميل أن يكون لدى الإنسان شغف وطاقة يريد أن يستثمرهما في إنشاء مشروعا يفيد المجتمع ويتمكن من خلاله بتحقيق عائد مادي ومعنوي.
عقلية رائد الأعمال لا تنفك عن صاحبها سواء أسس مشروعه الخاص أو كان موظفا في فريق عمل في شركة ما بأجر شهري، ومن ملاحظاتي لسير رواد الأعمال العالميين الذين أسسوا شركات عملاقة مثل هنري فورد وستيف جوبز وجيف بيزوس وغيرهم الكثير، أو في وطننا العربي مثل محمود العربي ومحمد بن لادن والعديد من الأمثلة الناجحة.
وأرغب هنا -وقبل توضيح المهارات اللازمة لرائد الأعمال لينجح- أن أؤكد على أن النجاح المهني ليس مربوطا فقط بتأسيس عملك التجاري الخاص، فكونك المرء موظفا في شركة ويتقن عمله ويطور من نفسه ليرتقي في سلم الوظيفة هو لا يقل نجاحا عن رائد الأعمال، ويكفي أن تعلم أن طريق ريادة الأعمال ليس مفروشا بالورود، فكما تذكر الإحصائيات فإن نسبة ضئيلة من شركات رواد الأعمال هي التي تستمر لأكثر من 5 سنوات، فالعديد منها يفشل ويتم تصفيته.
والآن وأنت مستعد لخوض تلك الرحلة التي هي حقا شيقا وممتعة فإليك نصيحتي من واقع خبرتي العملية في مجال ريادة الأعمال والذي سبقه فترة ليست بسيطة في عملي كموظف.
هناك مهارات إنسانية يجب على رائد الأعمال أن يكتسبها ويتعلمها وينميها ومنها:
- المثابرة: وقد تكون تلك هي أهم نقطة يجب على رائد الأعمال أن يحظى بها، فمن البداية إن لم تكن مثابرا في حياتك عموما ولم تستطع اكتساب تلك المهارة أو الصفة فإن طريق ريادة الأعمال قد لا يكون مناسبا لك، لأنه كما ذكرت يكون مليء بالتحديات والصعاب والإحباطات، وإن لم تكن مثابرا فلن تستطيع الاستمرار.
- الإبداع والابتكار: فيعن رائد الأعمال ليست كأي شخص آخر، فهو ينظر للدنيا من منظور آخر ويفكر دائما في إيجاد الحلول للمشاكل التي تواجه الناس والمجتمع، فهو يرى في كل خطوة فرصة للتحسين والتطوير.
- القيادة: فأنت ستتولى إدارة فرق عمل من أفراد مختلفين ويجب عليك أن تستطيع توجيههم وقيادتهم لتحقيق أفضل النجاحات.
ولن أكثر لأن هذه الثلاث صفات هي بالنسبة لرائد الأعمال أهم ثلاث صفات يجب أن يتحلى بهم لكي يزيد من احتمالية نجاحه.
وأما المهارات الأخرى فهي تلك المختصة بإدارة الأعمال والتي يمكن أن يتم تمثيلها في مثلث لا غناً عنه في أي شركة والتي ترفع الجهل في أساسيات ذلك المجال وتختصر كثيرا من الوقت:
- الإدارة المالية والمحاسبة: فإن أي عمل تجاري لابد في النهاية أن يكون هدفه تحقيق الربح وهو ببساطة الفارق بين الإيراد والمصروف، فلابد لرائد الأعمال أن يكون ملما بفهم كيفية قراءة الأرقام المحاسبية والتقارير المهمة مثل قائمة الربح والخسارة وقائمة التدفقات النقدية وقائمة الميزانية وأخيرا قائمة حقوق الملكية، فهذه الأربعة قوائم لابد لرائد الأعمال أن يفهم جيدا لكي يستطيع فهم الأرقام المالية لشركته، ويمكنه تعلم ذلك بأخذ دورة مبدئية في المالية والمحاسبة وقد يحتاج إلى تكراراها مرة أخرى بواحدة أخرى أعمق بعد البدء في العمل ورؤية الأنشطة المحاسبية الحقيقة لشركته، فسيحتاج لتعميق فهمه بخصوص ذلك الأمر.
- التسويق: فإن التسويق كعلم منوط بفهم احتياجات العملاء وكيفية خلق واكتشاف قيمة تغطي تلك الاحتياجات في مقابل تحقيق عائد، وبدونه قد تسقط الشركة في تقديم ما لا يرغبه المستهلكون وتسقط بقوة في دوامة الخسارة والتي تؤدي لإغلاق الشركة في النهاية.
- التشغيل: وهو أيضا العلم القائم على تخطيط تنفيذ العمل وخفض تكلفته ورفع كفاءته وفاعليته للاستفادة من كافة الموارد المتاحة في الشركة لإيصال القيمة للعملاء في الوقت المحدد وبالتكلفة المحددة والجودة المحددة.
إن كان ينقصك أيا من العلوم أو المهارات السابقة فلابد من تعلمها واكتسابها أولا لتوفير الوقت والجهد والمال أو يمكن مشاركة من لديه العلوم والمهارات التي تنقصك ويكون شريكا مؤسسا معاك لكي يكمل كل منكما الجزء الذي ينقص الآخر.
وفي النهاية لابد للتأكد من وجود رأس مال كافي لبدء تشغيل المشروع لكي يثبت كفاءته وقدرته على تحقيق قيمة مقابل عائد ومن ثم يمكنك التوسع عن طريق مستثمرين ملائكيين كأول خطوة في التمويل بعد التمويل الذاتي والعائلي.
فمن البداية إن لم تكن مثابرا في حياتك عموما ولم تستطع اكتساب تلك المهارة أو الصفة فإن طريق ريادة الأعمال قد لا يكون مناسبا لك
كيف يمكن لريادي الأعمال أن يثابر؟
الإبداع والابتكار: فيعن رائد الأعمال ليست كأي شخص آخر، فهو ينظر للدنيا من منظور آخر ويفكر دائما في إيجاد الحلول للمشاكل التي تواجه الناس والمجتمع، فهو يرى في كل خطوة فرصة للتحسين والتطوير.
اعتقد بأن الريادي المبدع تجده ينظر من أكثر من زاوية عند حل المشكلات. ومع العلم أن مثل هذا الأمر قد يكون مفتاحًا لابتكار والإبداع في منتجاته وخدماته، بجانب اكتساب قاعدة من العملاء والاحتفاظ بهم.
كيف يمكن لريادي الأعمال أن يثابر؟
جزء من الأمر نابع من السمات الشخصية المكتسبة لرائد الأعمال في تنشئته وجيانته ولكن هذا لا يعني أنها لا تُكتَسب.
يمكن لرائد الأعمال أن يكتسب المثابرة بالتدريب عليها، واستخدام وسائل التحفيز الداخلي بالتركيز على الهدف واستحضاره في الذاكرة باستمرار.
كما يساعد أيضا إحاطة المرء نفسه بالمثابرين باكتساب المثابرة، فهي نوع من أنواع التحفيز الخارجي المطلوب لاكتساب أي مهارة وهي إحاطة نفسك بمن لديهم تلك المهارة.
عدم المبالغة في تحقيق الأهداف الصعبة وتقسيمها إلى أهداف جزئية أصغر يسهل تحقيقها فإن تحقيق تلك الأهداف الصغيرة المحققة وسيلة أخرى للتحفيز والتي تكسب رائد الأعمال المثابرة.
والافضل الجمع بين كل الطرق وليس أخذ طريقة واحدة فقط فقد لا تكون كافية.
التعليقات