كشخص أحب الأحلام-اتحدث هنا عن الأحلام الليلية بمعنى المنامات وليس أحلام اندروتيت طبعا- أجدني مشدودة لمعرفة الطريقة التي يحلم بها البشر وماهي أليات الأحلام وطرق فهمها، وقد تفاجأت فعليا بعد قراءة عامة في هذا الموضوع أن الأحلام وظيفة بيولوجية وليست مجرد صور يمكن الاستغناء والاستمتاع بها او الفزع منها.
اذا عدنا الى تاريخ الأفكار على مدى القرون المنقضية نجد بأن الانسان فكر في الأحلام بطرق غريبة جدا، فقد كان انسان الحضارات القديمة يعتقد أن الأحلام بوابة عبور للعالم الأخر، ووسيلة لتلقي الوحي، ولحقيقة الصدامة هي أن الانسان البدائي وانسان الحضارات الأولى لكم يكن يفرق بين الحلم واليقظة، لذلك كان يعتقد ان كل ما يراه في أحلامه حقيقة، وينتقل هذا الربط بين الاحلام والواقع الى الديانات السماوية حيث أصبح يهتم بتفسير الأحلام كوسيلة للتنبؤ بالمستقبل، ومعرفة مدى توفيقهم الديني والدنيوي، لكن في العصر الحديث ومع فرويد بالذات، ظهر نوع جديد التفكير في الاحلام، وهو ان الاحلام بوابة لفهم النفس ومعالجة أمراضها، فظهر تفسير الأحلام من جديد بتفسير علمي، يقول بأن الاحلام هي مساحات لتسرب اللاشعور ورغباتنا المدفونة، ويمكن من خلال تأويلها تحرير الانسان من رواسب اللاشعور وشفاء المرضى النفسين.
لكن مع تقدم العلم اكثر ظهرت مدارس طبية تشرح طريقة حدوث الاحلام بشكل مختلف، اذ يقول كلفن بأن الاحلام هي مجرد أفكار عشوائية تظهر في النوم تعكس الحياة الشخصية والصور التي رآها النائم في يومه، لكن تفسير علماء الاعصاب يقولون بأن الاحلام لا يمكن ان تحمل أي معنى اطلاقا فالدوائر الموجودة في جذع الدماغ تنشط أثناء مرحلة حركة العين السريعة، وبمجرد أن تنشط هذه الدوائر تنشط كذلك المناطق المعنية بالعواطف والأحاسيس والذكريات، بما في ذلك اللوزة والحصين، ومن ثم يقوم الدماغ بتوليف هذا النشاط الداخلي وتفسيره ومحاولة خلق معنى من هذه الإشارات، مما يؤدي إلى الحلم.
وتفسيرات علماء اخرون تقول بأن الاحلام هي مجرد صور ناتجة عن التقاء عشوائي لإشارات كهربائية مختلفة المصدر في وقت واحد، وهذا ما يفسر عدم منطقيتها، ويالدوائر الموجودة في جذع الدماغ تنشط أثناء مرحلة حركة العين السريعة، وتنشك معها المناطق المعنية بالعواطف والأحاسيس والذكريات، ومن ثم يقوم الدماغ بربط هذا النشاط الداخلي وتفسيره ومحاولة خلق معنى من هذه الإشارات، مما يؤدي إلى الحلم، واعتقد العديد من العلماء ان المخ طور تقنية الأحلام لكي يدرب نفسه على مواجهة المخاطر، وهذا ما يفسرون به مشاهد الهروب والمطارة والعنف الذي نراه في احلامنا.
في رأيك ماهي النظرية الأصح التي تفسر ظاهرة الأحلام؟ هل تعتقد أن الاحلام لها تأثير مباشر في حياتنا؟ هل تؤمن بتفسير الاحلام أصلا؟ اخبرنا عن قصة حلم تحقق لك بالفعل ؟
التعليقات