كانت جالسة مثل الجميع وكأنها تنتظر دورها ولكنها لم تكن تتطلع للشاشة ليحين دورها بل كانت تنظر إلى الأرض حتى دخل رجل شارف على الستين متوجه نحو مكتب الإستقبال وكان يهم بإخراج الأوراق من جيبه حتى نادته بإسمه وأضافت ألم تعرفني فأندهش لدرجة الذهول. ومن خلال حديثها فهمت انها كانت زوجته وانفصلا  وأنه وعدها بأن يسأل عن أخبارها من حين لأخر ولكنه اختفي. أجابها قائلا" لقد بحثت عنك لمدة شهر وسألت أختك عنك ولكنها قالت بانها لا تعلم أين انت " وردت عليه بإستغراب كنت اقيم عندها وساعدتها بتربية أبنائها حتى كبروا وفي الاعوام الاخيرة تبدلت معاملتها لي فعدت لبيت اهلي القديم أقيم فيه  وحدي . ثم سألته عن أحواله فأجاب بحكم عملي انتقلت إلى الصحراء ولدي اولاد وهم كبار الآن وأنا اليوم هنا لأبعث حوالة لإبني فهو بالعسكرية. وبعدها سألها هل ما زال الرقم الأرضي قالت نعم ثم تركتها واقفة مكانها وغادر..هذه قصة من قصص قاعات الإنتظار والتي نري ونسمع فيها العجب اثناء انتظار  دورنا

 مع أنه لا احد يحب الإنتظار في وقت لا تحترم فيه الأدوار إلا أن هناك من ينتظر خوفا من الانطلاق ومن ينتظر لأجل الإنتظار وهنالك من ينتظر لأجل ما هو افضل. وفي الأخير يبقي الإنتظار أسوأ شعور بالنسبة لي.