وقعت في تلك المأساة منذ صغري فأمي كانت تحب هبه ابنة جارتها جدًا، خاصة عندما كانت تأتي من الحضانة وتردد الجمل بالإنجليزية، وبالفعل أنجبتني وهي وجارتنا دائمًا يخبروني أني نسخة منها لدرجة اني صدقتهم، ولكن بعد فترة تزوجت وسافرت وتحررت، حينها تعاطفت مع والدتها التي كانت تتذكر ابنتها كلما رأتني، وبالنسبة لأمي فأصبحت تعاملني كهبه مستقلة عن هبه التي أعجبت بها بعدما نجحت بتفوق في الثانوية وأصبحت صحافية، هنا توقفت عن مقارنتي بها نهائيًا.
بيت القصيد هو أن الشخص قادر على خق هويته الخاصة حتى لو العالم أجمع وضعوه في قالب أو رسموا له طريق أو حتى شخصية غير شخصيته، ولكن هذا يعتمد على سيكولوجيته؛ فأنا كنت ولازلت أكره أن يشبهني أحد بشخص أخر أو يقارن حياتي بهذا أو ذاك، ولكن هناك من لا يفرق معه ذلك وربما يسعد بتلك المقارنة حتى؛ لذا لا يجب أن ننظر للتماهي وكأنه شيء سلبي فربما ينقذ أبناء كثر من أن يسلكوا طريق خاطئ وربما يجدون أنفسهم حقًا في الهوية التي خلقها لهم الآخرون، وليس شرطًا أن يكونوا غيورين على هويتهم ويتمردون مثلما فعلت.
التعليقات