فنحن بشر فعلًا خطاؤون، ولنا ماضي وسوابق منذ أن وعينا في هذه الحياة وخاصّة هذه المرحلة، مرحلة المراهقة فترة عصية جدًا جدًا إن لم يسيطر العقل عليها وقعنا بالماضي لامحالة!
فالعاقل من يجعل ماضيه سجنه بينه وبين خالقه ويكمل مشوار حياته بكافة أحلامه حتى وإن كشفت أواراقه لا يهتم فما حدث حدث فهو الذي أخطأ وهو من دفع ثمنه وهو من سيعالجه. وأمّا حياته الرّاهنة ومستقبله القادم لا شأن للماضي أن يتدخل بهما أو يستمد منه ما يجعله أفضل، كان مثلّا إذا حاول الوقوع بنفس الماضي يتراجع ألف خطوة فهو له تجربه بعواقبه ويمنعه من الخطأ.
وأما المجنون سيزيد مصيبته مُصيبتين فأنت بنصك قد أكتفيت بالأسباب والتّوضيح ومعالجته. فوالله أنه مؤثر ترك رسالة إيجابيّة لذاتي بين سطورها.
فما خطر على ذهني أو لم يتم توضيحها بنصك، ماضيك رصاص، لا تسلمه لأحد أيّ كان فصديق اليوم عدو الغد، فإيّاك أن تثق بأحد، فصديقك له صديق آخر وهكذا أنت بنفسك ستفشي ماضيك، فإن نجوت منه، سيقتلك تهديد الآخرين بكشفه، وتقلق أكثر وتزيد الطين بلة، فماضيك يبقى بينك وبين نفسك أو لقد أحببت افصاحه بين والديك أو شريكك فقط، أما الغرباء وإن كانوا أصدقاء إيّاك والثّقة بهم لن تغير شئ فقط تدمير لمستقبلك بيدك!.
وإلا ما الحياة مليئة بالتّجارب مثلما لم تتوقع أن تقع بماضي وخذلان كهذا، لا تدري ما الذي ينتظرك في القادم.
وكل يوم نتعلّم دروس أكثر وأصعب. الأهم درس الأمس لا يتكرر في الغد، وأن نتغير للأفضل ونصحح ما حدث ، ونحاول التّفكير بحياة المستقبل وسيرة حياتنا عليه . وما عواقب يومنا هذا لبناءه فهذا ما يدفعنا للتّراجع والتّقليل من الوقوع في الأخطاء.
التعليقات